تقديم:
تحضير نص الأطلس - الأولى إعدادي - مادة اللغة العربية.
-كم أنت جميل أيها الأطلس المحبوب!
ففي سفوحك، وفوق هضابك تنتشر قرانا ومدننا، مستظلة بفيئك، آمنة في جوارك، وفي وديانك ترتع مواشينا، وتغتدي مطمئنة راغدة، وكيف لا تطمئن وترغد وأنت حاميها وراعيها؟
على قممك المنيعة التي يجللها وقار الزمان، تضع الطبيعة أكاليل ترمز إلى الخصب والخلود؛ تلك هي الخضرة الدائمة التي تتوج منكبيك بأشجار الصنوبر والأرز والزيتون...
- كم أنت عامر بالأسرار أيها الأطلس الخالد! ففوق قلاعك وبين سفوحك ووديانك درج تاريخنا، وبين أحضانك ترعرع واكتمل، وها أنت ما تزال ترعاه وتحدوه بنشيدك السرمدي ليطاول عاديات الزمان، ويملأ الدنيا بأمجادك وأمجاد بنيك؛ فأنت الذي ألهمت رجالنا الصمود والثبات، وأنت الذي بعثت فينا القوة والإباء.
-كم أنت قوي وساحر أيها الأطلس العتيد!
كم مواكب شاهدتها تأتي، وتاج النصر يكلل هامات رجالها الفاتحين، ثم دالت أيامهم فزالوا، وأنت ترمقها بعين السخرية والازدراء، لأنها لم برم غير إذلالك وإخضاعك.
- كم أنت بار وحنةن أيها الأطلس العزيز!
لقد وقفت سدا واقيا منيعا دون تسرب أطماع الطامعين، وشراذم البغاة المعتدين، هزمت زحوفهم ودحرت أبطالهم إذ صمموا، بل تحديت الزمان بمناعتك وخصبك السرمديين، بينما كنت لنا نحن بنيك رخاء لا ينضب معينه، وحصنا لا ينال منيعه.
وها أنت تعلمنا إلى اليوم، تعلمنا معنى الطموح إلى الأوج بارتفاع قممك، ومعنى السخاء في البذل بتدفق ينابيعك، وها نحن لا نفخر على مر الزمان بشيء من تقاليدنا مثلما نفخر بالطموح والسخاء.
- كم أنت جميل وبهي أيها الأطلس الساحر!
كم أدغال تغطي وديانك وسفوحك بالأرز والصنوبر، نسجها الخصب رداء أبديا على ظهرك! وكم من ظلال بليلة منعشة تمسح أرضك برواء الربيع، فتقي بنيك لفحات كل حر.
- طوبى لكم بهذه الأبوة يا أبناء الأطلس، هذه الأبوة التي تعيشون في كنفها وتمرعون في بركاتها وخيراتها.
د. محمد الكتاني
تحضير نص الأطلس - الأولى إعدادي - مادة اللغة العربية.
تأطير النص :
1-صاحب النص: محمد الكتاني مفكر مغربي ولد عام (1934م)، من أعماله: مسارات مغربية في الحضارة والثقافة. دار الثقافة 2005م.
ملاحظة النص:
1-قراءة في العنوان: يتكون العنوان من كلمة واحدة، تدل على سلسلة جبلية مغربية تتكون من ثلاث سلاسل معروفة بخيراتها، وتاريخها المجيد. وأعلى قمة فيها هي جبل توبقال.
الفهم
1-الإيضاح اللغوي:
- سفوحك: السفخ هو أسفل الجبل، الذي ينصب فيها الماء.
- هضابك: كل ما ارتفع من الأرض.
- فيئك: بظلك.
- جوارك: بجانبك.
- ترتع: أقام فيه وتنعم بخيراته.
- راغدة: عيش طيب مريح.
- المنيعة: المكان الذي يصعب اختراقه.
- يجللها: يرفعها ويعظمها.
- وقار: الثبات والبقاء.
- أكاليل: التاج، أو كل ما يزين الرأس.
- السرمدي: الدائم والأبدي.
- عاديات: آذى وظلم.
- ألهمت: لقن وأبلغ.
وصف جمال وقوة الأطلس، وتنوع خيراته، وذكر تاريخه العريق، الذي يمتد لقرون، واقف في وجه أي عدوان، وحاميا أهله، ومقيما علاقة قوية بينه وبين سكانه.
3-الأفكار الفرعية:
- جمال وخيرات جبال الأطلس، من سفوح وهضاب تضم قرنا ومدنا، يعيشها سكانها آمنين مرغدين.
- ذكر تاريخ وأمجاد جبال الأطلس، وأسراره التاريخية التي لا تنفد، وإلهام رجاله معنى الصمود والثبات.
- ذكر قوة وصلابة الأطلس على الأعداء، وحنانه وعطفه على سكانه، وانتصاره على الغزاة المعتدين، وحفاظه على أرضه وخيراته.
- فوز أبناء الأطلس بخيرات جباله، من أرز وزيتون وصنوبر، وسعادتهم بالعيش فيه والقرب منه.
تحضير نص الأطلس - الأولى إعدادي - مادة اللغة العربية.
التحليل
1-المستوى المعجمي:
معجم خيرات الأطلس | معجم تاريخ الأطلس |
-سفوحك-هضابك-وديانك-الخصب-الخضرة الدائمة-الأرز-الصنوبر-ظلال- الزيتون- مواشينا. | -أمجادك-تاريخنا-الصمود-الثبات-وقفت سدا- تحديت الزمان- عامر بالأسرار-ألهمت رجالنا- الطموح. |
2-الأساليب:
- أسلوب التعجب: كم أنت جميل أيها الأطلس!- كم أنت عامر بالأسرار! -كم أنت بار وحنون أيها الأطلس العزيز! -كم أنت قوي وساخر أيها الأطلس العتيد!
- أسلوب الوصف: فوق هضابك - وفي وديانك - تضع الطبيعة أكاليل - ظلال بليلة منعشة.
- أسلوب النداء: أيها الأطلس المحبوب،أيها الأطلس العتيد - أيها الأطبس العزيز- أيها الأطلس الساحر.
- يريد الكاتب إبراز جمال وعظم تاريخ سلسلة جبال الأطلس، ودوره في الحفاظ على حدود المغرب، وصفاء ونقاء وقوة سكانه.
- المرسل: الكاتب محمد الكتاني.
- الموضوع: إبراز تاريخ الأطلس المجيد، وخيراته الكثيرة، وسكانه السعداء بالعيش فيه آمنين.
- المرسل إليه: القارئ بشكل عام.
·التركيب:
النص الذي حللناه في الأعلى هو مقالة ذات بعد وطني للمفكر المغربي محمد الكتاني، الذي طرح فيها خيرات وجمال طبيعة سلسلة جبال الأطلس، كما تغنى بأمجاد تاريخه العريق، ودوره في الحفاظ على حدود المغرب من الأعداء.
وقد وظف في مقالته عدة أساليب منها: أسلوب التعجب والنداء والوصف، لإغناء نصه، و إبراز جمال الأطلس، الذي يرمز إلى القوة والإباء وصمود دولة المغرب عبر التاريخ.
من دون نسيان سكان منطقة الأطلس الأمازيغ الذين يمثلون تراثا مغربيا ضاربا في الزمن، لهذا ينبغي رعايتهم والرقي بمستوى عيشهم، مع الحفاظ على هويتهم وتقاليدهم.