الثالثة إعدادي - تحضير نص من عبق حضارتنا -.

 مقدمة:

ستجد في هذه الصفحة تحضير النص القرائي من عبق حضارتنا، من مقرر مرشدي في اللغة العربية، للمستوى الثالثة اعدادي، فهي تحتوي على كل أجوبة نص من عبق حضارتنا، كما يمكنكم متابعتنا على صفحة الفايسبوك، وقناتنا على اليوتيوب.

الثالثة إعدادي - تحضير نص من عبق حضارتنا -.

تحضير نص من عبق حضارتنا - الثالثة إعدادي

من عبق حضارتنا

مدينة مبسوطة في حقول الريحان، منازلها وأسوارها وأبوابها مضمخة بالحناء، مشمولة بأردية الشمس.

الشفق فيها يعبق برائحة الزيتون، والنخيل العتيق يتحدث إلى السماء بلغة الأهلة، وأشجار البرتقال تزهر في أربعة مواسم.

ثراها ظل الأصيل، والعصافير - آلاف العصافير - تشقشق في أفنائها، تسمعها ولا تراها، وأنت لا تدري أهي وسنانة أم أنها تتأهب للمرح قبل أن تنام كي تحلم بمسك الليل، وبقطرات الطل تتلألأ في غضون الغسق، وبحبات الخرطال تتناثر فوق العشب الندي.

مدينة يطالعك، وأنت داخل إليها، رداء < ابن يوسف> يلف <الكتيبية> الفرهاء الجليلة، فلا تحس بابن تاشفين و<دار الحمراء> إلا حينما تكويك أسوار المدينة، وتظللك في دروبها عرائش الكروم والياسمين.

و<أبو العباس> - أحد رجالها السبعة - يخاطبك حينما تنطلق أصوات المؤذنين من فوق الصوامع، فيحدثك عن السبحة الخضراء... عن <عياض> وأزهر رياضه... عن <العود الملقى في البحر على بطنه> ... فتتيه في مفاوز الزمن وفي عينيك لؤلؤتان باردتان.

وحينما تدغدغ همسات النسيم أذنيك، تشعر وكأنك في مضارب <المرابطين> تلتقي برجالهم الملثمين في الأزقة والدروب، يحملون الشموع في أيديهم اليمنى، والكتب في اليسرى، وسرعان ما تذكر خلوة < أغمات> وهي على مرمى الظل منك، وتذكر <الخيرالدا> ومياه النهر الكبير تخطر في أعطاف <أشبيلية> هادئة خفيفة خضراء، وتذكر <البديع> وفرائد الشعر معلقة في أبهائه وسراديبه وقبابه.

ويشغلك المساء فتجد نفسك في زقاق طويل منعرج، والناس في دكاكينهم قاعدون وكأنهم لم يبرحوها منذ الزمن السحيق ... حركات الأيدي قديمة، وتعابير الوجوه ثابتة لا تريم، والسواعد تتحدى الأيام والليالي...

وفي بستان <المسرة> تغيب نظراتك في مياه الصهريج، فتختلط بأشباح النخيل، وأطياف السماء، وعيون النيلوفر، وكل شيء يبدو في لون خضرة وغامقة متموجة دافئة.

وتسمع الطبول والدفوف والمزامير - أو يخيل إليك أنك تسمعها - فيبدأ الرقص والسمر، ويمتزج الفرح بالوحشة، والقرب بالهجران، وبنات الأطلس في أرديتهن البيضاء، ومجاديلهن الملونة يملأن المكان ترنيما وحركة وبهجة.

الظلال في مائها زلال، والنسيم في أكنافها شفاء، والعطر في رياضها عشق وصبابة، نهارها رجاء، وليلها دعاء، وفجرها صلاة واستجابة.
محمد الصباغ.<مجلة المناهل>. نقلا عن كتاب: المطالعة والنصوص. جـ 3 .ط2 (1988) ص ص: 57-58 


تحضير نص من عبق حضارتنا - الثالثة إعدادي- مقرر مرشدي في اللغة العربية.


تأطير النص :

1-صاحب النص:  محمد الصباغ كاتب مغربي ولد بمدينة تطوان  عام 1929م، وتوفي سنة 2013م، يعد من ألمع رجالات النهضة الأدبية بالمغرب العربي، من أهم مؤلفاته: "المجموعة القصصية نقطة نظام".

2-نوعية النص: مقالة وصفية، أو نص مقالي.

3-مجال النص: ينتمي النص إلى المجال حضاري.

4-مصدر النص: كتاب " المطالعة والنصوص".

ملاحظة النص:

1-قراءة في العنوان: شبه جملة تتكون من ثلاث كلمات، تشكل جار ومجرور في محل رفع خبر المبتدأ المحذوف، والمركب الإضافي (حضارتنا)، وتشير إلى استرجاع الذكريات الجميلة من حضارة أسلافنا، والافتخار بها.

2-قراءة في الصورة: صورة فوتوغرافية، لصومعة جامع الفنا العريقة، والصامدة في وجه الزمن، الموجود في مدينة عريقة هي مراكش، إضافة إلى أشجار النخيل التي تحيط بها.

3- بداية النص: تشير بداية النص إلى وصف مدينة معينة بالعديد من الأوصاف الرائعة.

4- نهاية النص: تشير نهاية النص إلى مميزات نهار وليل ورياض هذه المدينة المعنية.

؟الفرضية: نفترض من خلال المؤشرات السابقة أن النص سيتحدث عن وصف المدينة العريقة مراكش وذكر أهم مميزاتها.


الفهم

 1- الإيضاح اللغوي:

  • مبسوطة: شديدة الاتساع.
  • حقول الريحان: حقوق النباتات الطيبة.
  • مضمخة: الإكثار من التلطيخ بالطيب والتعطر.
  • أردية: ما يلبس فوق الثياب.
  • الشفق: آخر ضوء الشمس.
  • يعبق: تنتشر فيه رائحة الطيب.
  • العتيق: القديم.
  • الأهلة: مفرد هلال وهو أول القمر.
  • الثرى: التراب الندي.
  • تشقشق: صوت، وزقزق.
  • أفنائها: مساحة مكشوفة توفر الهواء والنور لبقية أجزاء المبنى.
  • الأصيل: وقت اصفرار الشمس قبل الغروب.
  • وسنانة: نائمة نوما خفيفا.
  • تتأهب: تستعد.
  • الطل: مطر خفيف.
  • الغسق: ظلمة الليل.
  • الفرهاء: الحسناء الجميلة.
  • المضارب: خيام كبيرة.
  • فرائد الشعر: جواهره.
  • أبهاء: مفرد بهو وهو المقر الواسع.
  • سراديب: مفرد سرداب وهو تشييد تحت الأرض.
  • النيلوفر: نوع من أشكال الأزهار كثيرا ما ما تنمو في المياه الراكدة.
  • الماء الزلال: العذب والصافي.
  • مفاوز الزمان: المفاوز: جمع مفازة وهي الصحراء القاحلة، والمقصود هنا: متاهات الدهر.
  • السمر: الجلوس للحديث لليلا بعد العشاء.

2- الفكرة العامة: 

- وصف المدينة العتيقة مراكش، من حيث مظاهرها الحضارية  والتاريخية  والمناخية، من معالم أثرية وذكر لرجالاتها وشخصياتها، وهوائها ونسيمها..


3-الأفكار الفرعية:

  1. المظاهر الطبيعية لمدينة مراكش من روائح الأزهار والزيتون والبرتقال، وزقزقة العصافير التي تضفي موسيقى خاصة.
  2. ذكر الحضارات التي مرت على مدينة مراكش وإنجازاتها فيها، إضافة إلى الشخصيات التاريخية المشهورة التي خلدت أسماءها في المدينة.
  3. وصف أزقة مراكش الضيقة، والدكاكين القديمة، وأصحابها من حرفيين وصناع يحافظون على الصناعة التقليدية.
  4. ذكر جانب من بستان المسرة الذي يزهر بجمال المياء والخضرة والأشجار.
  5. بهجة وفرح ناس مراكش المعروفين بحب الحفلات الشعبية والأعراس.
  6. وصف مياه ونسيم ورياض ونهار وليل وفجر مدينة مراكش التي ليس لها مثيل.

تتمة تحضير نص من عبق حضارتنا - الثالثة اعدادي - اللغة العربية.


التحليل

1-المستوى المعجمي:

معجم التاريخ

معجم الطبيعة

معجم الحضارة

المرابطين، ابن يوسف، ابن تاشفين، أبو العباس، رجالها السبعة،

حقول الريحان، أردية الشمس، الشفق، رائحة الزيتون، النخيل، أشجار البرتقال، العصافير.

الكتبية، دار الحمراء، الصوامع، زقاق طويل منعرج، دكاكين، الدفوف...


- العلاقة: تربط المعاجم علاقة تكامل وترابط، لأنها يجمعها نفس الموضوع هو مدينة مراكش.

2-الأساليب:

  • الوصف: مدينة مبسوطة، مضمخة بالحناء، النخيل العتيق، العشب الندي، الأيدي القديمة.
  • الأمثلة: رداء ابن يوسف، الكتبية، ابن تاشفين والدار الحمراء، عياض، بنات الأطلس، المزامير.
- الأفعال: يعبق، يتحدث، تسمعها، يطالعك، تشقشق، تدغدغ، يشغلك.
- الأسماء: مدينة، حقول، منازلها، أسوارها، أبوابها، الشفق، النخيل، ثراها، أبو العباس، بستان، الزلال.
* المهيمن في النص: نلحظ تساوي الأفعال مع الأسماء في النص، لأن الكاتب ألبس الوصف بأفعال ليجعله مستمرا ودائما عبر الزمن.

3-مقصدية الكاتب:إبراز الكاتب جمالية مدينة مراكش العريقة من خلال ذكر حضاراتها ومناظرها الطبيعية، أشكال الفرجة فيها.


التركيب:

الطبيعة: مدينة مبسوطة في حقول الريحان، منازلها وأسوارها وأبوابها مضمخة بالحناء، مشمولة بأردية الشمس. الشفق فيها يعبق برائحة الزيتون، والنخيل العتيق يتحدث إلى السماء بلغة الأهلة، وأشجار البرتقال تزهر في أربعة مواسم. ثراها ظل الأصيل، والعصافير - آلاف العصافير - تشقشق في أفنائها. 


المآثر: تتمتع مدينة مراكش بالعديد من المآثر مثل: الكتبية، ودار الحمراء، أسوار المدينة، الصوامع، البديع، 


الشخصيات التاريخية: تشتهر مدينة مراكش بكثرة الشخصيات التاريخية التي مرت منها مثل: علي ابن يوسف بن تاشفين، وقد اشتهرت مراكش بمدينة سبعة رجال هم: سبعة من الفقهاء والمتصوفة تقع أضرحتهم بمدينة مراكش، هم يوسف بن علي الصنهاجي، القاضي عياض، الإمام السهيلي، أبو العباس السبتي، محمد بن سليمان الجزولي، عبد العزيز التباع ، عبد الله الغزواني.



يمكنك الاطلاع أيضا على الدرس الموالي: النص القرائي فاس.




إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال