النص القرائي معاملة المسلمين لغيرهم - الثانية اعدادي

 تقديم:

يمكنكم إيجاد كل الأجوبة التي تبحثون عنها، لتحضير النص القرائي معاملة المسلمين لغيرهم، مقرر مرشدي في اللغة العربية، الثانية اعدادي، كما يمكنكم زيارة صفحتنا على الفايسبوك، و قناتنا على اليوتيوب.

النص القرائي معاملة المسلمين لغيرهم - الثانية اعدادي


النص القرائي معاملة المسلمين لغيرهم - الثانية اعدادي- مرشدي في اللغة العربية


معاملة المسلمين لغيرهم


أعطى النبي صلى الله عليه وسلم مثلا أعلى لمعاملة أهل الكتاب، فقد روي أنه كان يحضر ولائمهم، ويعود مرضاهم، ويستقبل وفودهم، ويحسن إليهم.

وروي أنه كان يقترض من أهل الكتاب نقودا ويرهنهم أمتعته، حتى إنه توفي ودرعه مرهونة عند بعض يهود المدينة في دين عليه، ولم يخلص درعه إلا خلفاؤه من بعد وفاته.

كان يفعل ذلك لا عجزا من أصحابه عن إقراضه، فكان منهم المثرون، وهم المستعدون لأن يضحوا بأنفسهم وأموالهم في مرضاة نبيهم، ولكنه كان يفعل ذلك تعليما وإرشادا لأمته.

وقد سار المسلمون على سيرة نبيهم فعاشروا غيرهم من أهل الملل والنحل الأخرى بصفاء ووئام، فكان المسيحي واليهودي يجاوران المسلم، فيتزاورون ويتهادون، لا يفصلهم إلا المسجد والكنيسة والبيعة، 

روي أن غلاما لابن عباس الصحابي الشهير ذبح شاة، فقال له ابن عباس: لا تنس جارنا اليهودي، ثم كررها حتى قال له الغلام: كم تقول هذا! فقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم قد أوصانا بالجار حتى خشينا أنه سيورثه. 

فابن عباس بنص هذا الخبر كان مجاورا ليهودي، وكان يهتم بالإهداء إليه كما يهتم بسواه مراعاة لحرمة الجوار، ومعنى هذا أن الإسلام لا يفرق في مكارم الأخلاق وحقوق الاجتماع بين مسلم وغيره.

مما يدلنا على مبلغ إدراك الخلفاء المسلمين لمعنى الحرية الدينية، ما نراه من عمر الفاروق حين حضرته الصلاة في كنيسة القيامة في بيت المقدس، فلم يصل فيها حتى لا يتخذها الناس مسجدا من بعده فيظلموا أهلها.

وقد دل تاريخ المسلمين على أن تشريعهم يسمح لغير المسلم أن يقاضي أرفع إنسان في المسلمين وينتصف منه، فقد روي أن يهوديا اشتكى عليا للخليفة عمر ابن الخطاب، وعلي رضي الله عنه، كما لا يخفى، ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم، وزوج ابنته، وأحد المرشحين للخلافة.

فلما مثلا بين يدي عمر نظر إلى علي وقال له: قم يا أبا الحسن واجلس أمام خصمك، أو قال له: ساو خصمك يا أبا الحسن، فساوى علي خصمه، وجلس أمامه وقد بدا التأثر على وجهه، فلما انتهت الخصومة قال عمر: أكرهت يا علي أن تجلس أمام خصمك؟ فأجابه علي: كلا ولكني كرهت أنك لم تسو بيننا حين قلت: يا أبا الحسن ( يريد أن الكنية تشير إلى التعظيم).

وحدث مرة أن ولدا لعمرو بن العاص ضرب فتى قبطيا، فأقسم هذا ليشكونه لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب، فقال له ابن عمرو ما معناه، اذهب فلن ينالني ضرر من شكواك فأنا ابن الأكرمين، فبينما كان الخليفة مع خاصته، وعمرو بن العاص وابنه معهم في موسم الحج، قدم هذا الرجل عليهم، وقال مخاطبا عمر:

يا أمير المؤمنين إن هذا - وأشار إلى بن عمرو - ضربني ظلما وقال: اذهب فأنا ابن الأكرمين. فنظر عمر إلى عمرو، وقال له: متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا، ثم توجه إلى الشاكي، وناوله درته، وقال له: اضرب بها ابن الأكرمين كما ضربك.

هكذا نشأ المسلمون نشأتهم الأولى؛ والدين أقوى حاكم على شعورهم، فلم يشاهد منهم ما يعابون عليه من جهة التسامح مع مخالفيهم، ثم لما انتشر العلم فيهم، ونبغ منهم المؤلفون والباحثون، لم تصب هذه النزعة فيهم أدنى انحراف، بل زادوها رونقا بما قاموا به من حماية علماء الملل الأخرى ومكافأتهم، وقد أفاض بذكر ذلك كتاب (الأغاني) الذي سرد كثيرا من أخبارهم.

والفقهاء الأولون لم يهملوا حقوق أهل الذمة فقد نصوا على وجوب الرفق بهم، ودفع من يتعرض لأذيتهم، فقال الشهاب القرافي - وهو من كبار أئمة التشريع في الإسلام - في كتابه الشهير (الفروق): إن عقد الذمة يوجب لهم حقوقا علينا، لأنهم في جوارنا، وفي خفارتنا، وفي ذمة الله تعالى، ورسوله صلى الله عليه وسلم ودين الإسلام. 

فمن اعتدى عليهم ولو بكلمة سوء غيبة في عرض أحدهم، أو أي نوع من أنواع الأذية، أو أعان على ذلك، فقد ضيع دمة الله تعالى، وذمة رسوله صلى الله عليه وسلم، وذمة دين الإسلام.
عفيف عبد الفتاح طبارة. روح الدين الإسلامي. ص ص: 285-287

تحضير نص معاملة المسلمين لغيرهم - الثانية اعدادي- مرشدي في اللغة العربية.


تأطير النص :

1-صاحب النص: عفيف عبد الفتاح طبارة مفكر لبناني ولد في بيروت عام 1923م، وتوفي سنة 1980م، من أهم مؤلفاته: "كتاب روح الدين".

2-نوعية النص:  مقالة تفسيرية، أو نص مقالي

3-مجال النص: ينتمي النص إلى مجال القيم الإسلامية.

4-مصدر النص: كتاب روح الدين الإسلامي.

ملاحظة النص:

1-قراءة في العنوان: جملة اسمية لمبتدإ محذوف، تقديره (هذه)، تبين طريقة تعامل وتصرف المسلم مع أهل الكتاب ( اليهود والنصارى).

2-قراءة في الصورة: صورة فوتوغرافية، للحسن الثاني ملك المغرب، والبابا يوحنا بولس الثاني الحبر الأعظم للكنيسة الكاثوليكية.

3- بداية النص: تشير بداية النص إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم يعتبر قدوة للمسلمين في طريقة تصرفه مع أهل الكتاب.

4- نهاية النص: تركز نهاية النص على أن الذين يؤذون أهل الكتاب بالسوء، ليسوا من الإسلام في شيء.

؟الفرضية: نفترض من خلال المؤشرات السابقة أن النص سيقدم نماذج من التاريخ الإسلامي حول التعامل الأمثل لأهل الكتاب.


الفهم

 1- الإيضاح اللغوي:

  • مثلا: نموذجا يقتدى به.
  • ولائمهم: كلمة جمع، مفردها وليمة، وهي الحفلات.
  • يرهنهم: وهو كل ما وضع عندك ليبنوب عن ما أخذ منك.
  • درعه: ما يلبسه المحارب من قميص.
  • المثرون: الأغنياء.
  • أهل الملل والنحل: أهل الشرائع الأخرى.
  • يتهادون: يتبادلون الهدايا.
  • البيعة: مكان عبادة اليهود.
  • شاة: الغنم أو الضأن.
  • قبطيا: المسيحيون من مصر.
  • درة: سوط يضرب به.
  • أهل الذمة: اليهود والنصارى.


2- الفكرة العامة: 

- أمر الإسلام بالتعامل مع غير المسلمين، بالحسنى والعدل، اقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته.


3-الأفكار الفرعية:


- الفقرة الأولى: من بداية النص إلى إرشادا لأمته.
1) معاملة الرسول صلى الله عليه وسلم الحسنة، لأهل الكتاب.

-الفقرة الثانية: من وقد سار المسلمون إلى كما ضربك.
2) اتباع الخلفاء الراشدين الرسول صلى الله عليه وسلم في طريقة تعامله مع أهل الكتاب.

-الفقرة الثالثة: من هكذا نشأ المسلمون إلى البيت آخر النص.
3) عدم إهمال الفقهاء الأولين لحقوق أهل الذمة، وحرصهم على العدل بينهم.


التحليل

1-المستوى المعجمي:

معاملة المسلم لغيره

أهل الكتاب

يحضر ولائمهم، يحسن إليهم، يتزاورون، يتهادون، جارنا اليهودي، مكافأتهم، التسامح، الرفق بهم

أهل الذمة، البيعة، الكنيسة، المسيحي، اليهودي، أهل الكتاب، الملل والنحل، قبطيا


- العلاقة: تربط المعاجم علاقة تكامل وترابط، لأن الإسلام حث على الإحسان إلى غير المسلم.

2-الأساليب:

  • الاستشهاد: فقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم. قال الشهاب:. كتاب الأغاني.
  • الأمثلة: قصة الرسول صلى الله عليه وسلم مع اليهودي، قصة ابن عباس مع جاره اليهودي، قصة عمر مع علي واليهودي.


3-تحليل واقعتي مقاضاة أهل الذمة للمسلم:


 - الحادثة الأولى: 
- أطرافها: علي رضي الله عنه مع اليهودي.
- مراكزهم الاجتماعية: علي: ابن عم الرسول، وزوج ابنته، ومرشح للخلافة. اليهودي: من عامة الناس.
- موضوع القضية: غير معروف
- المغزى: المساواة بين الناس، وعدم التفريق بين مراتبهم الاجتماعية.

 - الحادثة الثانية: 
- أطرافها: ابن عمرو بن العاص مع الفتى القبطي.
- مراكزهم الاجتماعية: ابن عمرو والي مصر، القبطي: من عامة الناس.
- موضوع القضية: اعتداء ابن عمرو على القبطي.
- المغزى: انصاف المظلوم على الظالم، حتى لو كان ابن والي مصر.


4-مقصدية الكاتب: يريد الكاتب من خلال تقديمه للنص أن يبرز المعاملة الحسنة التي يجب أن يتعامل بها المسلم مع غير المسلم.



التركيب:


إن النص قيد الدرس هو مقالة إسلامية للكاتب عفيف عبد الفتاح طبارة، المفكر الإسلامي، طرح في مقالته طريقة تعامل المسلمين لغيرهم من أهل الكتاب، من خلال قصص الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته، لإبراز المعاملة الحسنة والطيبة التي كان المسلمون ياملون بها غيرهم.

وقد وظف العديد من الأساليب من أجل إقناع القارئ بفكرته التي تنصف تاريخ الإسلام العادل، مثل: الاستشهاد بوقائع تاريخية، وتقديم أمثلة من قصص الصحابة.

يمكنك الاطلاع أيضا على الدرس الموالي: 




إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال