النص القرائي ' المنزل الذكي

 تقديم:

نحن نقدم لكم في هذه الصفحة، تحضير نص المنزل الذكي، الموجود في مقرر مرشدي في اللغة العربية، للسنة الثانية اعدادي، والعديد من النصوص والفروض والامتحانات، إضافة إلى صفحة الفايسبوك، وقناة اليوتيوب.

النص القرائي ' المنزل الذكي' - الثانية اعدادي - مرشدي في اللغة العربية.

النص القرائي ' المنزل الذكي' - الثانية اعدادي - مرشدي في اللغة العربية.


المنزل الذكي


في اليوم الحادي والعشرين من أكتوبر للعام 1879م، توصل توماس أديسون إلى اختراع المصباح الكهربائي. وقبل ذلك التاريخ، لم يكن هناك سوى عدد قليل من المنازل يضاء بمصابيح الغاز، إذ كانت معظم البيوت تستخدم مصابيح الزيت أو الشموع للإنارة.

والواقع أنه لم يتم توصيل أسلاك الكهرباء إلى المنازل إلا بعد مطلع القرن العشرين. إن ذلك المصباح الكهربائي الصغير الذي يتدلى من سقوف منزلنا، والذي لا نفكر في وجوده إلا حينما يتوهج فوق رؤوسنا، كان أحد معجزات عصر منصرم.

لقد قاد ذلك المصباح الضئيل الحجم إلى إنشاء بنية أساسية ضخمة لتوليد الطاقة وتوزيعها، وقد أدى ذلك إلى ظهور الأجهزة الكهربائية التي نراها في عصرنا الحالي.

فما كان لجهاز الراديو أن يحقق ما حققه من انتشار دون منافذ الكهرباء بكل منزل. وهكذا، فغالبا ما تؤدي أشياء بسيطة إلى تغييرات جوهرية.

وسوف يأتي زمان، لا محالة، يطلب فيه الأطفال من آبائهم أن يحكوا لهم عن أيام زمانهم قبل اختراع الأجهزة الذكية، إنهم سوف يضحكون عند سماعهم حكايات إدارة مفتاح الكهرباء، وإغلاق النوافذ عند هطول الأمطار، ولن يصدقوا أبدا أن المنازل لم تكن تسمع أصواتنا وترد عليها.

باختصار، فكل شيء من أمر ذلك العالم القديم الطريف، سيكون مصدرا لا ينضب لدهشتهم، بقدر دهشتنا نحن لدى سماع ما كان يرويه لنا أجدادنا عن زمانهم الأكثر بدائية وبساطة.

وفي آخر المطاف سيتم توصيل كل جزء من أجزاء المنزل بالشبكات المعلوماتية، ولن تحتاج إلى وجودك بالمنزل لكي تعرف يا يفعله الأطفال، كما لن تحتاج إلى أن تكون بداخل منزلك لكي تغلق النوافذ إذا أمطرت السماء، فطريق المعلومات الفائق السرعة سيكون جاهزا على الدوام، وسنكون على اتصال مستمر بمنزلنا.

وإذا حدث أن خرجت من المنزل، ونسيت أن تغلق إحدى النوافذ، أو تركت الباب مفتوحا، فما عليك إلا أن تتصل هاتفيا بمنزلك، وتأمره بإغلاق النوافذ والباب، وسيكون من شأن غرف المنزل أن تستشعر غدونا ورواحنا، فتضيء مصابيحها تلقائيا بمجرد دخولنا إليها دونما حاجة إلى استخدام مفاتيح الكهرباء.

وهكذا ستصبح حجرات المنزل كأنها تحس بمن يشغلها، فمثلا إذا كان اليوم مشمسا، يكون لتناول طعام الإفطار طابعه الخاص، إذ تنفتح النوافذ من تلقاء نفسها لتسمح  بدخول نسيم الهواء العليل.

وقد يأخذ التلفزيون في بث برامجه، وقد تبدأ القهوة في الغليان، وبمجرد ما ترتفع درجة الحرارة أو الرطوبة، تسارع النوافذ إلى الإنغلاق، وتنسدل الستائر تلقائيا، وسيشهد المستقبل كذلك قدرة منازلنا على الاستجابة لأصواتنا، فبدلا من أن نقوم بإغلاق النوافذ بأيدينا، فإننا سنصدر الأوامر للنوافذ بأن تنغلق وحدها، 

ولكي نحدد نوع الجو الذي نرغب أن يسود الغرفة، فما علينا إلا أن نخبرها بما نريده، وإذا كنا نرغب في خلق أجواء للعشاء، مثلا، فإن الحجرة تستجيب بتعديل الإنارة، وإسدال ستائر النافذة. بدون شك، سيكون الحوار بيننا وبين منازلنا وما بها من أجهزة من الأمور العادية، تماما كما لو كنا نتخاطب اليوم.

كما أنه سيكون بالإمكان أن تشعل مواقد الغاز، بمجرد وضع القدر فوقها، وتقوم بإغلاق الشعلة قبل أن يتحول الطعام إلى قطعة فحم، كما سيكون في مقدور الأفران أن تستشعر أي تسرب للأدخنة أو الغاز، وتنبه من يكون موجودا بالمطبخ.

وليست البيوت الذكية بالاختراع الجديد، فشركات البناء تجري تجاربها في هذا المجال منذ سنوات عديدة، وفي بداية من القرن العشرين، توصل هواة الكمبيوترات إلى التحكم في الإضاءة بمنازلهم ومكاتبهم.

إن منازل المستقبل سوف تكون مختلفة جدا عن المنازل التي نعيش فيها اليوم، وسوف تكون على قدر كبير من التقدم بفضل ثورة المعلوميات والتطور الكبير المتسارع في المجال التكنولوجي.

النص القرائي ' المنزل الذكي' - الثانية اعدادي - مرشدي في اللغة العربية.


فرانك كيلش. ثورة الأنفوميديا. ترجمة حسام الدين زكرياء، 
عالم المعرفة، العدد 253، سنة 2000 ص: 444.(بتصرف)

النص القرائي  المنزل الذكي  - مرشدي في اللغة العربية- الثانية اعدادي.


تأطير النص :

1-صاحب النص: فرانك كيلش، خبير ومحاضر في البرامج المعلوماتية بالولايات المتحدة الأمريكية، ومتحدث دائم في المؤتمرات العلمية حول مستقبليات صناعة الحوسبة والاتصالات.

2-مترجم النص:  حسام الدين زكرياء، كاتب ومهندس مصري، وعضو في اتحاد الكتاب بمصر

3-نوعية النص: مقالة إخبارية، أو نص مقالي .

4-مجال النص: ينتمي النص إلى المجال الحضاري.

ملاحظة النص:

1-قراءة في العنوان: يتكون العنوان من كلمتين، تشكلان جملة اسمية من مبتدإ[المنزل]، ونعت [الذكي]، تشير إلى مسكن ومستقر للإنسان، يتميز بالنباهة بتصرفاته التي تخدم ساكنه.

2-قراءة في الصورة: صور فوتوغرافية، لجوانب من منزل حديث وعصري منظم، [مطبخ مجهز بأجهزة إلكترونية، وغرف للنوم، ورواق المنزل].

3- بداية النص: تشير بداية النص إلى زمن اختراع المصباح الكهربائي من قبل توماس أديسون.

4- نهاية النص: تركز نهاية النص على تطور المنازل المستقبلية بفضل التطور التكنولوجي.

؟الفرضية: نفترض من خلال المؤشرات السابقة أن النص سيتحدث عن مميزات المنازل العصرية، في ظل التطور التكنولوجي.


الفهم

 1- الإيضاح اللغوي:

  • يتوهج: يضيء، ويشتعل.
  • منصرم: المنقضي، المنقطع.
  • الضئيل: الصغير، والدقيق.
  • الطريف: الغريب، النادر.
  • لا ينضب: لا ينقطع، لا يقل.
  • غدونا ورواحنا: ذهابنا وإيابنا.
  • العليل: منعش لطيف.
  • الرطوبة: الهواء متشبع بكمية من البخار.
  • تنسدل: ترخى، وتنزل.
  • يسود: ينتشر، ويعم.
  • القِدر: وعاء يطبخ فيه.
  • تستشعر: تحس به.
  • هواة الكمبيوترات: محبي.

2- الفكرة العامة: 

- فضل التطور التكنولوجي والمعلوماتي على تطور المنازل، واكتسابها للذكاء في التعامل مع ساكنيها.


3-الأفكار الفرعية:


- الفقرة الأولى: من بداية النص إلى عصر منصرم.
1) وصف المنازل في فترة المصباح الغازي، وفترة اختراع المصباح الكهربائي.

-الفقرة الثانية: من لقد قاد ذلك إلى بدائية وبساطة.
2) الطفرة التي أحدثها اختراع المصباح، وتخيل دهشة الأطفال في المستقبل من الحياة الحالية.

-الفقرة الثالثة: من وفي آخر المطاف إلى آخر النص.
3) وصف وتخيل المنازل المستقبلية ومدى الرفاهية التي سيعيشها الناس داخلها، بفضل توصيلها بشبكات المعلومات.


التحليل

1-المستوى المعجمي:

الحقل العلمي

المنازل الذكية

توماس أديسون، المصباح الكهربائي، أسلاك الكهرباء، الراديو، الأجهزة الكهربائية، الأجهزة الذكية، مفتاح الكهرباء

تستشعر، تضيء مصابيحها تلقائيا، حجرات المنزل كأنها تحس بمن يشغلها، تسارع النوافذ في الانغلاق.


- العلاقة: تربط المعاجم علاقة تكامل وترابط، لأن التطور العلمي ساهم في تحول المنازل إلى مساكن ذكية.


2-الأساليب:

  • الوصف: ذلك المصباح الكهرائي الصغير، يتوهج فوق رؤوسنا، المصباح الضئيل الحجم، لا ينضب لدهشتهم.
  • المقارنة: قارن الكاتب في نصه بين المنازل البدائية والمنازل الذكية المستقبلية.
  • الأمثلة: وتوماس أديسون، اختراع المصباح الكهربائي، هواة الكمبيوترات، جهاز الراديو...



4-مقصدية الكاتب: يحاول الكاتب من خلال نصه إبراز دور التطور التكنولوجي في تقديم منازل تتميز بالذكاء للإنسان، بغية تسهيل الحياة.



التركيب:


إن النص قيد الدرس مقالة إخبارية للخبير في البرامج المعلوماتية فرانك كيلش، ترجمه الكاتب والمهندس المصري حسام الدين زكرياء، وقد جاء النص لوصف المنازل المستقبلية التي تتمتع بقدر كبير من الذكاء، في قضاء أغراض الإنسان، بدلا عنه، وتسهيل الحياة عنه.

وهذا بفضل التطور العلمي والتكنولوجي، الذي قدم حلولا لكيفية تطوير المنازل والحفاظ على أمانها.

وإذا قمنا بمقارنة بسيطة بين منازل أجدادنا القديمة والمنازل الحديثة سنجد بأن للمنازل القديمة هدوء وطمأنينة غاية في الجمال، وسكينة وأمان ومودة بين ساكنيها، أما المنازل الحديثة فهي مريحة وتسهل الحياة داخلها، وآمنة، لكنها من جانب آخر تكرس الكسل لدى ساكنيها.

يمكنك الاطلاع أيضا على الدرس الموالي: 



 

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال