مقدمة:
في هذه الصفحة تجدون تحضير نص الهمزية في مدح خير البرية صلى الله عليه وسلم، للجذع المشترك للتعليم الأصيل وجذوع الآداب والعلوم الإنسانية، مقرر النجاح في اللغة العربية. ولا تنسوا زيارة قناتنا على اليوتيوب، وصفحتنا على الفايسبوك.
تحضير نص الهمزية في مدح خير البرية صلى الله عليه وسلم - الجذع المشترك آداب.
الهمزية في مدح خير البرية صلى الله عليه وسلم.
كيف ترقى رقيــــك الأنبيــــاء
يا سماء مــا طاولتهـــا سمـــاء
لم يساووك في عـــلاك، وقـــد
حال سنا منك دونهـــم وسنــاء
ما مضت فترة من الرســـل إلا
بشرت قومــها بـــك الأنبيــــاء
وتوالت بشرى الهواتف أن قـد
ولد المطفــى وحـــــق الهنـــاء
وتداعى إيوان كسرى ولــــولا
أية منك ما تداعــــى البنــــــاء
وغدا كل بيت نـــــــار وفيــــه
كربــة من خمــــودها وبـــلاء
ورأته خديجة والتقـــى والــــز
هـــد فيـــه سجيــــة والحيــــاء
وأتاها أن الغمامــــــة والســــر
ح أظلتــــه منهـــــمــــا أفيـــاء
وأحاديث أن وعد رســـــول الـ
ــلـه بالبعث حان منه الوفـــــاء
ثم سمت له اليهوديــــة الشـــــا
ة، وكم سام الشقوة الأشقيــــاء!
فأذاع الذراع ما فيــــه من شــر
ر بنطــــــق إخفـــــاؤه إبـــــداء
وبخلــــــق من النبـــي كريـــــم
لم تقاصص بجرحها العجمــــاء
سيد ضحكــــه التبســـم، والمشــ
ــي الهوينا، ونومــــه الإغفــــاء
ما سوى خلقه النسيم، ولا غيـــــ
ـــــر محيـــاه الروضـــة الغـــناء
رحمــــة كلــــه، وحـــزم وعـزم
ووقــــــــار وعصمـــة وحـــــياء
لا تحـــل البأسـاء منه عرا الصبــ
ــــــــر، ولا تستخفــــه الســــراء
كرمــــت نفســــه فما يخطر السو
ء علـــــــى قلبـــه ولا الفحشــــاء
جهلـــت قومـــه عليه، فأغضـــى
وأخــــــو الحلـــم دأبه الإغضـــاء
وسع العالمين علمــــــا وحلمــــــا
فهـو بحــــر لم تعيــــه الأعبـــــاء
مستقل دنيــاك أن ينســـب الإمــــ
ــساك منهـــا إليــــه والإعطــــاء
معجز القول والفعال كريم الخلــــ
ــق والخلــــق مقســـــط معطـــاء
لا تقس بالنبي في الفضل خلقــــــا
فهو البحـــــــر والأنــــام إضــــاء
إن من معجزاتك العجز عن وصـ
ـفــــــك، إذ لا يحــــده الإحصــاء
كيف يستــــوعب الكلام سجايــــا
ك وهل تنزح البحـــار الركـــــاء
ديوان البوصيري/ شرح وتعليق د. محمد التونجي
دار الجيل - ط1-2002/ص 41-99..
تحضير نص الهمزيه في مدح خير البريه صلى الله عليه وسلم - الجدع المشترك اداب.
تأطير النص :
1-صاحب النص: الإمام البوصيري هو شرف الدين محمد بن سعيد بن حماد، شاعر مغربي الأصل ولد بناحية دلاص عام 608هـ، وتوفي سنة 696هـ، وقد تولى الكتابة في الضرائب، من أهم دواوينه: "ديوان البوصيري".
2-عصر الشاعر: انطلق حب الشاعر برسول الله والدين، بفضل احتشاد المسلمين لمواجهة الصليبيين وتحرير الأقصى، وازدهار الطرق الصوفية وخاصة الطريقة الشاذلية التي تصدت للهجمات الصليبية. كل هذا عمق حب الرسول والله في قلب الشاعر.
3-ظروف النص: يعندما اشتدت الأزمات على الإمام البوصيري، وكثرت الهجمات على المسلمين، وفسدت أخلاق قومه، لجأ إلى الشعر ليفرغ همومه فيه، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم، أفضل وأنسب شخص يتخذه موضوعا لشعره.
4-مصدر النص: ديوان البوصيري/ شرح وتعليق د. محمد التونجي دار الجيل- ط1-2002/ ص 41-99.. .
ملاحظة النص:
1-قراءة في العنوان: يتكون العنوان من جملة اسمية، تشكل مبتدأ وخبر شبه جملة، وتشير إلى غرض القصيدة الأساس، وهو المدح أي ذكر الخصال والصفات الحسنة لشخص معين، والممدوح الذي ذكر بصفته وهو رسول الله محمد، إضافة إلى ذكر روي القصيدة الذي هو الهمزة، حيث أن الشعراء القدامى كانوا يعنونون قصائدهم بنوع روي القصيدة.
3- بداية النص: تشير بداية النص بشكل صريح إلى وصف مكانة الرسول العالية بين الرسل والأنبياء.
4- نهاية النص: تركز نهاية النص على عدم قدرة الشاعر حصر صفات وخصال الرسول الكثيرة والغزيرة.
؟الفرضية: نفترض من خلال المؤشرات السابقة أن النص سيتغنى بمدح رسول الله محمد صلة الله عليه وسلم.
الفهم
1- الإيضاح اللغوي:
- ترقى: تصعد، وتعلو.
- طاولتها: بلغت مثل طولها.
- لم يساووك: لم يبلغوا مرتبتك.
- السنا: النور والضوء.
- سناء: العلو، والرفعة، والعزة.
- بشرت: أخبرت بقدومك بفرح.
- الهواتف: ما يسمع صوته ولا يرى شخصه.
- الهناء: المباركة والتهنئة.
- تداعى: انهدم، وتحطم.
- إيوان كسرى: قصر فارسي.
- بيت نار: معبد المجوس توقد فيه النار.
- بلاء: المصيبة، والمشكلة.
- سجية: خُلق، وصفة.
- السرح: الشجر الكثير.
- أفياء: الظلال.
- سمت: وضعت له السم.
- أذاع الذراع: نطق ذراع الشاة بالسم الموجود فيه.
- العجماء: البهيمة التي لا تستطيع الكلام.
- الهوينا: المعتدل المشية.
- الإغفاء: النوم الخفيف.
- عصمة: محمي من الوقوع في المعصية.
- عرا الصبر: تحلى بالصبر.
- الإغضاء: الصبر على الإذاء.
- مقسط: عادل.
- إضاء: مياه قليلة العمق.
- تنزح: قل ماؤه أو نفذ.
- الركاء: إناء من الجلد صغير يشرب فيه.
2- المضمون العامة:
- مدح الشاعر لمزلة الرسول الكريم، وصفاته الخلقية والأخلاقية، وذكر بعض الأحداث المعجزة التي وقعت للرسول صلى الله عليه وسلم.
3-المضامين الفرعية:
- الوحدة الأولى: من بداية النص إلى البيت السادس.
1) ذكر مكانة ومنزلة الرسول صلى الله عليه وسلم بين الأنبياء، وتبشير الرسل بقدومه، وعلامات ولادته في الفرس وعند المجوس.
-الوحدة الثانية: من البيت السابع إلى البيت الثاني والعشرين.
2) مدح الرسول صلى الله عليه وسلم بصفاته وأخلاقه، ووصف أفعاله وحديثه، ومواقفه، وبعض معجزاته.
-الوحدة الثالثة: من البيت الثالث والعشرين إلى البيت آخر النص.
3) عدم قدرة الشاعر على إيفاء الرسول صلى الله عليه وسلم حقه، وعدم استوعاب الكلام صفات الرسول الكثيرة.
التحليل
1-المستوى المعجمي:
معجم الحقل الديني
|
معجم الحقل الأخلاقي
|
الأنبياء، الرسل، بشرت، آية، المصطفى، التقى، رسول الله، البعث،
|
الزهد، الحياء، الوفاء، بخلق من النبي كريم، ضحكه التبسم، المشي
الهوينا، نومه الإغفاء، رحمة كله، حزم وعزم ووقار، أخو الحلم
|
- العلاقة: تربط المعاجم علاقة تكامل وترابط، لأن الدين يدعو ويحث على الأخلاق الحميدة.
2-الأفعال:
الأفعال المزيدة
|
معنى الزيادة
|
بشرت
أذاع
تستخفه
أغضى
يستوعب
تداعى
|
يفيد التضعيف التكثير
يفيد التعدية.
السؤال وطلب حصول الفعل.
يفيد التعدية.
السؤال وطلب حصول الفعل.
يفيد المشاركة.
|
الصور الفنية:
3-التشبيه:
-البيت 19 ( فهو بحر) المشبه هو النبي، والمشبه به هو البحر، وأداة التشبيه محذوفة، ووجه الشبه محذوف، لبيان غزارة عطاء الرسول.
- وفي البيت 1 (يا سماء ما طاولتها سماء) فالمشبه هو الرسول، والمشبه به السماء، والأداة محذوفة، وكذا وجه الشبه، والقرينة هي أذاع،للدلالة على شدة رفعة الرسول.
4-الاستعارة:
-البيت 11 (فأذاع الذراع) المستعار له هو ذراع الشاة، والمستعار منه هو الإنسان، والقرينة هي أذاع، فهنا تم استعارة خاصية إنسانية هي الإخبار والكلام، وأُلصقت بذراع الشاة.
الإيقاع الخارجي:
5-القافية:
- تعريفها: هي التي تعطي نغمة موسيقية للقصيدة، ونحددها بناء على آخر ساكن إلى أول ساكن يليه مع الحركة التي قبلها.
- سـمـاءو
/ / 0/0
6-الروي: هو آخر حرف صحيح من كل بيت.
- روي القصيدة هو: الهمزة المضمومة للدلالة على فرح وسرور الشاعر بمدحه لخير البرية.
7-الوزن وبحر القصيدة:
- بحر الخفيف: فاعلاتن مستفع لن فاعلاتن
فاعلاتن مستفع لن فاعلاتن
* تقطيع البيت الأول:
-كيف ترقى رقيك الأنبياء
-كيـفترقى رقيـيكـلـأنـبيـاءو
-/0//0/0 //0//0/0//0/0
-فاعلاتن متفعلن فاعلاتن
*التغييرات: حذف الثاني الساكن ويسمى زحاف الخبن.
8-الأساليب:
- الاستفهام:كيف ترقى رقيك الأنبياء، كم سام الشقوة، كيف يستوعب، هل تنزح البحار.
- النداء: يا سماء ما طاولتها.
- النفي: لم يساووك في علاك، ما تداعى، ما مضت، لم تقاصص، لا تحل، لا تستخفه، ما يخطر.
- النهي: لا تقس بالنبي.
- الجمل الاسمية: يا سماء، أحاديث أن الغمامة، وبخلق من النبي، رحمة كله.
- الجمل الفعلية: ترقى رقيك، لم يساووك، بشرت قومها، توالت، ولد، تداعى، غدا، رأته.
* هيمنت على القصيدة الجمل الفعلية، على حساب الجمل الاسمية، لأن أخلاق الرسول مستمرة في الوجود، وحاضرة عند المسلمين حتى عصرنا هذا.
10-الضمائر في القصيدة:
- ضمير المخاطب: رقيك، يساووك، علاك، بك، منك، معجزاتك، سجاياك.
- ضمير الغائب: ضحكه، فهو البحر، معجز القول، محياه، كله، نفسه.
* وظف الشاعر في قصيدته ضمير المخاطب، في مدح منزلة الرسول بين الأنبياء، ووظف ضمير الغائب بكثرة، في وصف الوقائع، ومعجزات الرسول، وجمال خلقه، وروعة أخلاقه.
التركيب:
إن الممحص لأشعار العرب منذ العصر الإسلامي إلى الآن، يجد أن الشعراء تنافسوا على مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووصف جماله، وذكر وقائعه ومعجزاته، والتغني بأخلاقه، فأول من مدح الرسول هو شاعره حسان بن ثابت، وتوالت القصائد من بعده في نفس الغرض.
ولوضع مقارنة بين بيت البوصيري: وتوالت بشرى الهواتف أن قد/// ولد المصطفى وحق الهناء، وبين بيت الشاعر أحمد شوقي: ولد الهدى فالكائنات ضياء/// وفم الزمان تبسم وثناء. نجد القاسم المشترك بينهما هو الفرح والسرور اللذين ملآ الأرجاء، بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم.
فكلاهما يصف موقف ولادته، وفرح جميع المخلوقات بمولده، وتبادل التبركات بقدومه، كل بحسب تعبيره، وقريحته.
يمكنك الاطلاع أيضا على الدرس الموالي: تحضير نص