تقديم:
تحضير قصيدة الفلاح المغربي، للشاعر علال الفاسي، الجذع مشترك آداب والعلوم الإنسانية والتعليم الأصيل، اللغة العربية، مقرر النجاح في اللغة العربية، كما يمكنكم إيجاد العديد من الدروس والفروض، الخاصة بجميع المستويات، وزيارة قناتنا على اليوتيوب، وصفحتنا على الفايسبوك.
تحضير قصيدة الفلاح المغربي، الجذع مشترك آداب والعلوم الإنسانية والتعليم الأصيل.
الفلاح المغربي
سيد الشعـــــــب والبلاد المفـــــدى
صـار من كثرة التعاســــة عبـــــدا
هو روح الحيــــاة للشعـــب طـــرا
ليس يحـــيا ســـواه إن هــو أودى
ليسفي الشعب من يضحي لخير الــ
ـــــشمس تراه إلى الجهـــاد مجـــدا
ليس يشكو حرارة القيض في الصيـ
ـــف ولا يشتكـــي الصبيحـــة بـــردا
حسبــــه العــــزم والإرادة دفئــــــــا
إن طلبنـــا لــــدى المنــــازل بــــردا
حسبــه التربــــة الكريمــــة حليــــا
إن طلبنـــا مـــن الجواهـــر عقــــدا
من محاريثه على الطرس أقـــــــلا
م تمـــــد السبيـــل للخيــــر مـــــدا
طيب القلب لا ينافس فــي الحكــــ
ــــم ولا يبتغي سوى الأمن عهــدا
عـــاش في مربع الطبيــعة حـــــرا
فهو لا يرتضي مدى الدهر قيـــــدا
دينه الدين ليس يغمـــــره المنـــــ
ــطق أو يبتغي سوى الله قصـــــدا
حبه الحـــــب ليس يملؤه الغشـــــ
ــش ولا يرتضي مدى الدهر قيــدا
عــــرف الله من قــــرارة قـــلـــب
هـــام بالكــــون والطبيعة وجــــدا
مجــــده المجـد من سواعده تــــم
ومـــن رغبـــة الـحيـــــاة تبــــدى
ديوان علال الفاسي- تحقيق ع.الرحمان بن العربي الحريشي،
البوكيلي للطباعة والنشر والتوزيع /القنيطرة/ج2/ط2-1998 ص 337-338
تحضير نص الفلاح المغربي، الجدع مشترك آداب والعلوم الانسانية، الللغة العربية.
تأطير النص :
1-تمهيد: يعد الشاعر علال الفاسي من المناضلين الذي تركوا بصمتهم في التاريخ المغربي، بمواقفه الراسخة المتعلقة بالحفاظ على الوحدة الوطنية، والدفاع عن الهوية العربية والمغربية، وفكره الذي يهدف إلى صنع مواطن فاعل وفعال في مجتمعه، والرفع من الوعي بالمهن والخدمات وأصحابها، مثل مدحه للفلاح والجهد المبذول من قبله لتوفير الأمن الغذائي للبلد.
2-صاحب النص: علال الفاسي، شاعر ومناضل سياسي مغربي ولد بفاس عام 1910م، وتوفي سنة 1974م، وقد اهتم بالدفاع عن قضايا وطنية وسياسية واجتماعية، من أهم دواوينه: "ديوان علال الفاسي".
4-مصدر النص: ديوان علال الفاسي/ تحقيق ع.الرحمان بن العربي الحريشي، البوكيلي للطباعة والنشر والتوزيع/ القنيطرة/ ج2/ط2-1998 ص 337-338.
ملاحظة النص:
1-قراءة في العنوان: يتكون العنوان من جملة اسمية، تشكل مبتدأ وخبر ومضاف، ومضاف إليه (الياء)، وتشير إلى صاحب مهنة مرتبطة بالأرض وحرثها وزراعتها وكل الأمور المتعلقة بها، وجنسيته وانتمائه، وفيها إشارة لاعتزاز الشاعر بفلاح بلده لدوره الكبير داخل الوطن.
3- بداية النص: تشير بداية النص بشكل صريح إلى وصف شخص معين بسيد القوم.
4- نهاية النص: تركز نهاية النص على أن الممدوح يصنع المجد بسواعده، ويظهر رغبة في الحياة.
؟الفرضية: نفترض من خلال المؤشرات السابقة أن القصيدة نسجت في مدح الفلاح المغربي وفعاله وأخلاقه.
الفهم
1- الإيضاح اللغوي:
- المفدى: الذي يدفع فيه الغالي والنفيس.
- التعاسة: الشقاء، سوء الحظ والحال.
- طرا: جميعا، وقاطبة.
- أودى: مات، وهلك.
- أجدّا: حاول بجد، ودأب.
- بزوغ: طلوع، ظهور، شروق.
- الضياء: النور، والضوء.
- القيض: حجر صغير مدور يسخن، وتكوى به الإبل أوالغنم من داء.
- الصبيحة: أول النهار.
- حسبه: يكفيه.
- العزم: الثبات والشدة فيما عقدت النية عليه.
- المنازل: المصائب، والمشاكل.
- بُردا: الثوب يستدفأ به.
- حليا: ما يتزين به من مصوغ المعدنيات أو الأحجار الكريمة.
- عقدا: القلادة توضع حول العنق.
- الطرس: الصحيفة، أو الكتاب.
- لا يبتغي: لا يطلب، ولا يريد.
- مربع: الموضع يقام فيه زمن الربيع.
- الدهر: الزمان، والعمر.
- يغمره:يغطيه، أويسيطر عليه.
- هام: شغُف حبا به.
- وجدا: الحب الشديد.
- تبدى:ظهر، وبرز.
2- المضمون العامة:
- تغني الشاعر بصفات وأعمال وأخلاق والأدوار التي يقوم بها الفلاح المغربي، خدمة لوطنه، وتوفير الأمن الغذائي للناس.
3-المضامين الفرعية:
- الوحدة الأولى: من بداية النص إلى البيت الثالث.
1) ثناء وشكر الفلاح المغربي، وبيان دوره في المجتمع، وبأنه لا يُقَارَنُ بأحد من الناس في مثل تضحيته وجده.
-الوحدة الثانية: من البيت الرابع إلى البيت الثامن.
2) رصد نشاط الفلاح المغربي، والتزامه العملي اليومي، وسعيه دائما إلى الجد لتوفير الأمن الغذائي لوطنه.
-الوحدة الثالثة: من البيت التاسع إلى آخر النص.
3) إبراز مناقب الفلاح المغربي، وأخلاقه وحياته وأحاسيسه، وتعلقه بالدين وحبه لعمله، وصنعه للحياة بسواعده.
التحليل
1-المستوى المعجمي:
معجم الصفات العملية | معجم الصفات المعنوية |
في مطلع الشمس تراه إلى الجهاد، ليس يشكو، ولا يشتكي، من محاريثه على الطرس أقلام، حسبه العزم والإرادة. | طيب القلب، لا يبتغي سوى الأمن، دينه الدين، حبه الحب، عرف الله، هام بالكون. |
- العلاقة: تربط المعجمين علاقة تكامل وترابط، لأن باطن الفلاح الطاهر ينعكس على ظاهره الصالح.
الصور الفنية:
2-التشبيه:
- في البيت 2 (هو روح الحياة) فالمشبه هو الفلاح، والمشبه به الروح الحياة، والأداة محذوفة، وكذا وجه الشبه، وهنا شبه الفلاح بروح الحياة لأنه هو الذي يوفر الغذاء للكل.
- في البيت 8 (من محاريثه على الطرس أقلام) المشبه المحاريث، المشبه به أقلام، تم تشبيه المحاريث وهي تحرث الأرض بالأقلام وهي تكتب في الصحيفة.
3-الاستعارة:
-البيتان (13 و 14) ( قلب هام... من سواعده تم) نجد هنا استعارة مكنية، المستعار له هو القلب، و السواعد في البيت الأخير، والمستعار منه هو الإنسان كله، والقرينة هي: هام في البيت 13، والمجد في البيت 14، فهنا استعار الشاعر ميزة إنسانية هي الهيام وهو الحب والمجد، وألصقها بالقلب والسواعد.
الإيقاع الخارجي:
4-القافية:
- تعريفها: هي التي تعطي نغمة موسيقية للقصيدة، ونحددها بناء على آخر ساكن إلى أول ساكن يليه مع الحركة التي قبلها.
- عبـــدا
/0/0
5-الروي: هو آخر حرف صحيح من كل بيت.
- روي القصيدة هو: الدال المفتوحة، وقد استعمل الفتحة لانفتاح نفسية الشاعر، عند مدحه لمهنة تخدم الوطن والناس جميعا.
6-الوزن وبحر القصيدة:
- بحر الخفيف: فاعلاتن مستفع لن فاعلاتن
فاعلاتن مستفع لن فاعلاتن
* تقطيع البيت الأول:
-سيد الشعب والبلاد المفدى
-سييدششعبولبلادلمفددى
-/0//0/0//0//0/0//0/0
-فاعلاتن متفعلن فاعلاتن
*التغييرات: حذف الثاني الساكن ويسمى زحاف الخبن.
7-التصريع: ويكون في البيت الأول وهو تشابه نهاية الشطر الأول مع نهاية الشطر الثاني.
كما نجده في البيت الأول: المفدى ، عبدا.
8-الأساليب:
- النفي: ليس يحيا، ليس يشكو، ليس في الشعب..، لا يرتضي، لا يبتغي.
- الجمل الاسمية: سيد الشعب، هو روح الحياة، في بزوغ الضياء، دينه الدين، مجده المجد.
- الجمل الفعلية: ليس يشكو..، عاش في مربع، عرف الله، لا يبتغي، لا يرتضي.
* هيمنت على القصيدة الجمل الفعلية، على حساب الجمل الاسمية، لأن الفلاح معروف بأعماله الكثيرة والعظيمة والشاقة، لهذا هيمنت الأفعال على القصيدة.
10-الضمائر في القصيدة:
- ضمير الغائب: صار، هو، حسبه، عاش، حبه، يبتغي.
* وظف الشاعر في قصيدته ضمير الغائب بكثرة، في وصف الفلاح، وأخلاقه، وجمال عمله، وعزمه وإرادته.
التركيب:
إن النصوص الشعرية ذات الغرض المدحي تختلف من قصيدة لأخرى، بحسب الممدوح وقيمته، فعندما مدح البوصيري الرسول صلى الله عليه وسلم، وجدناه مدحا بصفات وأخلاق خاصة بشخص فريد ومصطفى بين الخلائق.
أما مدح علال الفاسي للفلاح، فهو مدح مشترك بين الخلائق، ويمكن أن نمدح به أكثر من فلاح، وليس فقط فلاح واحد.
إضافة إلى تنوع الأساليب البلاغية التي اعتمدها البوصيري وكثرتها، لأنه يمدح نبي الله التي لا تستطيع البلاغة حصرها، أما في قصيدة الفلاح فهي محصورة ومعدودة.
يمكنك الاطلاع أيضا على الدرس الموالي: تحضير نص وصف الربيع.