نص نظري - الفن القصصي - الثانية باكالوريا آداب وعلوم إنسانية.

 تقديم:

بداية النصوص القصصية، نقدم لكم نص نظري الفن القصصي، للمستوى الثانية باكالوريا آداب وعلوم إنسانية، للغة العربية، كما تجدون منهجيات وامتحانات وطنية. كما يمكنكم زيارة قناتنا على اليوتيوب، وصفحتنا على الفايسبوك.


نص نظري - الفن القصصي - الثانية باكالوريا آداب وعلوم إنسانية.

نص نظري - الفن القصصي - الثانية باكالوريا آداب وعلوم إنسانية.

الفن القصصي

إن لكل فن وجنس من الأجناس الأدبية مقاييس وموازين تحدده وتضبطه، كما تفرده عن غيره بمميزات خاصة. لكن هذه المقاييس لم تكد تستقر يوما، إذ هي دائمة التبدل، وما يلبث كل مبدع أن يضيف إلى الفن الذي يكتبه عناصر وألوانا لم تكن موجودة فيه.

والقصة فن نثري مرت منذ نشأتها الحقيقة في القرن التاسع عشر بمراحل عديدة، واعتراها تطور جعل سمات هذا الفن وأصوله تتلون من فترة لأخرى وتعرف تطورا متزايدا. ومن هنا توجب اللجوء إلى إدراج المقاييس الأساس والمفاهيم الدقيقة التي استخلصها النقاد من قصص رواد هذا الفن.

إن المقاييس الكلاسيكية ترى أن القصة تروي خبرا، ولكي يصبح الخبر قصة يجب أن تتوفر فيه الخصائص الآتية:

أولا: أن يكون ذا أثر وانطباع كلي.

ثانيا: أن تتصل تفاصيل الخبر وأجزاؤه وتتماسك تماسكا عضويا متينا من أجل توفير الوحدة الفنية للعمل القصصي.

ثالثا: أن يكون ذا بداية ووسط أو عقدة، ونهاية أو لحظة تنوير.

وبالنسبة لعناصر العمل القصصي مجتمعة فهي:

- الشخصية: وهنا لا مجال للتفرقة بينها وبين الحدث {لأن الحدث هو الشخصية وهي تعمل أو الفاعل وهو يفعل (...) ووحدة الحدث لا يتحقق إلا بتصوير الشخصية وهي تعمل}.

- المعنى: لكي تكون القصة مكتملة لابد أن تتوفر على معنى معين، وإلا أصبحت أقرب إلى التاريخ.

- لحظة التنوير: وهي تجلو لنا الموقف أو الحدث في النهاية، ولذلك {فإن النهاية في القصة القصيرة تكتسب أهمية خاصة... إذ هي النقطة التي تتجمع فيها وتنتهي إليها خيوط الحدث كلها، فيكتسب الحدث معناه المحدد}.

- نسيج القصة: اللغة - الحوار - الوصف - السرد، هذه هي العناصر التي يتكون منها نسيج القصة، وينبغي أن تتفاعل فيما بينها بأن تساهم كلها في تجسيم الحدث وتحريكه وصبغه بألوان حية.

ليست هذه إذن هي القواعد النهائية، إذ إن البناء القصصي ما لبث أن أصابه تخلخل عام، كما اهتزت القيم الفنية المتعارف عليها، واكتسحت قيم جديدة الفن القصصي عامة؛ إذ مست الأسلوب وطرق الأداء، وتجاوزت التقنية القصصية التقليدية، وعلى الأخص الوحدات الثلاث في القصة، وهي البداية والوسط والعقدة والنهاية أو لحظة التنوير، 

وما تلا ذلك من اقتراحات تقنية وأسلوبية، كتداخل الأزمنة وتعدد مستويات الفهم والبناء داخل التجربة الواحدة، واستعمال أسلوب التداعي، والحوار الداخلي، والاتجاه إلى الرمز بدلا من التصريح والتعبير المباشر.

ولا ريب في أن هذا التبدل في التقنية القصصية، توفر له من الأسباب ما جعله يحتل مكان التقنية القديمة ويتجاوزها، ويأتي في مقدمة هذه الأسباب ما نعرفه من علاقة حميمة بين الشكل والمضمون، ونعني بالمضمون هنا، إلى جانب محتوى العمل الأدبي، التغير الذي يطرأ على البنيات الاجتماعية وما يعتري الواقع من تحولات اجتماعية واقتصادية وغيرها، تنعكس آثارها على الإنتاج الفكري والأدبي.

ويمكن إجمال هذا التغير الذي عرفته التقنية القصصية في الآتي:

- تحطيم الأقانيم الثلاث: البداية - الوسط(العقدة) - النهاية.
- اختلال تسلسل هذه الوحدات وتغير في مفهوم العقدة أو انعدامها تماما.

- الحدث: لم تعد هناك ضرورة لتوفر القصة على الحدث، أو أن الحدث تحول عن معناه المعروف، فأصبحت القصة، مثلا، تعرض تجربة نفسية أو مجموعة من اللحظات في ذهن إنسان، فالحدث هنا عائم، وبذلك أصبح مشتتا وتركيبيا.

- النهاية: لم تبق للقصة نهاية معروفة تقدم الحل الذي يكون متوقعا، ويتجلى كل شيء إثر معرفته، لقد أصبحنا أمام كتابة تترك كل شيء للبحث والتخمين وإعادة التأسيس.

- إغاء الحكاية، وبالتالي فقدان المعنى، بحيث يبقى السؤال نابضا باستمرار على ألسنتنا، ويظل بطل التجربة باحثا عن نقطة الارتكاز أو بر الأمان.

- اقتراب لغة القص من اللغة الشعرية ذات الإيحاءات والدلالات القوية.

- ارتقاء المستوى السيكولوجي في القصة، وجعله عن طريق عملية التداعي والحوار الداخلي مطية لرسم الشخصية واستبطانها من الداخل، ووصف الجو أو الموقف، بدلا من السرد التقليدي.

- ارتباك التسلسل الزمني الذي يقدم الحياة في وضع طبيعي ساكن، والانتقال إلى مستوى جديد من تقديم التجربة، فيختل فيه الزمن ويتحول إلى زمن نفسي لا أول له ولا نهاية، زمن الشعور، وزمن الذاكرة. وقد تتداخل الأزمنة في القصة تداخلا عجيبا.
أحمد المديني: فن القصة القصيرة بالمغرب، في النشأة والتطور 
والاتجاهات -دار العودة بيروت - ص36 وما بعدها(بتصرف)

نص نظرى - الفن القصصى - الثانيه باكالوريا آداب وعلوم إنسانيه.


تأطير النص :

1-صاحب النص: أحمد المديني كاتب وروائي مغربي من مواليد الدار البيضاء، عام 1949م، صدرت له عدة أعمال قصصية وروائية من قبيل: العنف في الدماغ.

2-نوعية النص: نص نظري نقدي حول فن القصة.

3-مصدر النص: كتاب فن القصة القصيرة بالمغرب، في النشأة والتطور والاتجاهات -دار العودة بيروت- ص36 وما بعدها بتصرف.


ملاحظة النص:


1-تحليل العنوان:  يتكون العنوان من جملة اسمية، تشكل مبتدأ ونعت ومضاف إليه، وتشير إلى فن قديم جديد هو القصة الذي يتميز بخصائصه الخاصة.

2- الفقرة الثانية: تشير الفقرة الثانية من النص تطور فن القصة منذ نشأتها في القرن التاسع عشر، ومميزاتها كي تنتقل من خبر إلى قصة.

؟الفرضية: نفترض من خلال المؤشرات السابقة أن النص سيتحدث عن مميزات فن القصة.


الفهم

 1- الإيضاح اللغوي:

  • الجنس: الأصل والنوع.
  • تفرده: خص به وتميز به.
  • سمات: علامات ومميزات.
  • لحظة التنوير: لحظة الانفراج.
  • نسيج القصة: العناصر المكونة للقصة.


2- الفكرة العامة: 

- التطور الذي يعرفه فن القصة، منذ نشأته في القرن التاسع عشر إلى يومنا هذا، واستمرارية هذا التطور حسب كل كاتب، من خلال إضافة مميزات جديدة على عناصر القصة الخاصة من أجل تحولها من خبر إلى قصة، إضافة إلى تغير التقنية القصصية.


3-المضامين الفرعية:

- الفقرة الأولى: من بداية النص إلى موجودة فيه.
1) عدم استقرار وثبات مقاييس الأجناس الأدبية، لأن المبدع يبدع في فنه فيضيف إليه عناصر جديدة.

-الفقرة الثانية: من والقصة فن إلى لحظة التنوير.
2) تطور فن القصة منذ نشأتها في القرن التاسع عشر، وذكر الشروط التي تجعله ينتقل من خبر عادي إلى قصة.

-الفقرة الثالثة: من زالنسبة لعناصر إلى بألوان حية.
3) ذكر عناصر العمل القصصي من شخصية ومعنى ولحظة التنوير ونسيج القصة.

-الفقرة الرابعة: من ليست هذه إذن إلى التعبير المباشر.
4) تغير القيم الفنية المتعارف عليها، بقيم جديدة تجاوزت التقنية القصصية التقليدية.

-الفقرة الخامسة: من ولا ريب إلى آخر النص.
5) الأسباب التي غيرت التقنية القصصية التقليدية، وذكر مظاهر هذا التغير.


التحليل

1-المستوى المعجمي:


التقنيات القصصية القديمة

التقنيات القصصية الجديدة

لحظة التنوير، المعنى، الشخصية، نسيج القصة

تحطيم الأقانيم الثلاث: البداية والوسط والنهاية، إلغاء الحكاية، اقتراب لغة القص من اللغة الشعرية، ارتباك التسلسل الزمني


- العلاقة: تربط المعاجم علاقة تنافر وتضاد، لأن التقنيات الجديدة ألغت القديمة وحلت محلها، فأصبحت القصة أكثر تحررا وانسجاما مع الواقع.

2-العناصر المكونة لفن القصة:


  • الشخصية التي لا فرق بينها وبين الحدث، 
  • والمعنى الذي لا تصح القصة بدونه، 
  • ولحظة التنوير وهي اللحظة التي تتجمع فيها الخيوط،
  • ونسيج القصة الذي يتكون من اللغة والحوار والوصف والسرد.

3-الأساليب:

أسلوب الاستدلال والبرهنة: ليست هذه إذن هي القواعد النهائية، إذ إن البناء القصصي- إذ هي النقطة التي تتجمع فيها وتنتهي إليها الخيوط..، ولذلك فإن النهاية في القصة القصيرة تكتسب أهمية خاصة.

4-التصميم المنهجي المعتمد:

وظف الكاتب تصميما منهجيا محكما: مقدمة تطرق فيها إلى حتمية التطور والتحول بالنسبة للأجناس الأدبية، وعرض استرسل فيه حول تطور عناصر القصة وتغيرها لتتوافق والقضايا الاجتماعية، كما قارن بين التقنيات القصصية القديمة والجديدة. وخاتمة ذكطر فيه التغير الذي طرأ على التسلسل الزمني للقصة.

*التركيب

وصفوة القول فالناقد أحمد المديني رام توضيح فكرة في نصه الفن القصصي مفادها أن القصة دائمة التجدد والتطور حالها كحال الأجناس الأدبية الأخرى، وما دام هناك تطور فسنجد مقاييس مُتخلى عنها مقابل مقاييس جديدة تظهر، فالنظر الكلاسيكية للقصة تراها خبر، ولكن القصة لكي تنتقل من مرتبة الخبر إلى القصة لا بد لها من خصائص مميزة.

إضافة إلى استعراضه العديد من المقارنات بخصوص الخصائص القديمة التي تنبني على الشخصية كحدث، والمعنى الذي يبعد القصة عن جنس التاريخ، ولحظة التنوير، والتقنيات الجديدة، ويرى أن من أسباب هذا التغير هو المعطيات الواقعية والطروف التي تحتم على الانتاج الفكري مواكبتها.


للاطلاع على النص الموالي اضغط هنا: نص قصصي (1) البحار المتقاعد





إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال