نص أختي

مقدمة:


تضم هذه الصفحة تحضير نص أختي للثانية اعدادي، مادة اللغة العربية، مقرر مرشدي في اللغة العربية، كما يمكنكم زيارة قناتنا على اليوتيوب، وصفحتنا على الفايسبوك.


تحضير نص أختي للثانية اعدادي، مادة اللغة العربية، مقرر مرشدي في اللغة العربية

تحضير نص أختي - الثانية اعدادي - مرشدي في اللغة العربية.

أختي

في يوم من أيام عاشوراء ظللت ألعب طول النهار دون أن أتذكر أختي، ولما عدت إلى المنزل دخلت الغرفة التي كانت توجد بها، وكانت نائمة يحف بها بعض أفراد العائلة، فما كدت أمثل أمامها حتى فتحت عينيها كما لو كانت معي على ميعاد.

عينان خابيتان منطفئتان في وجه أصفر شاحب، وبدا لي أنها تبذل مجهودا كبيرا لأجل أن تمكن الابتسامة من أن تتعلق - وهي خائرة - بشفتيها الذاويتين، ثم همست بألفاظ عليلة هزيلة واهية، في لوم ممزوج بدعاية ميتة: يا لك من أخ عاق! ألا تقدم لأختك بعضا من هذه اللعب الكثيرة التي تحملها؟ ااحتفظ لي بواحدة ألعب بها بعد الشفاء.

لا أعرف بماذا أجبتها، ولكن طلبها بدا لي في نفس الوقت عاديا، إنها تريد إحدى لعبي، سوف أحتفظ لها بها، فقد طالما تهادينا بلعبنا، بل كانت دائما مشاعة بيننا.

فما راعني ذات يوم إلا أن أبي ناداني قائلا: إنه سوف يرسلني إلى منزل الجدة لأقيم به أسبوعا أو أسبوعين. يا للبهجة! أسبوعا أو أسبوعين! إذن فسوف أستوعب كل الألعاب دون رقيب ولا عتيد.

ومرت الأيام وأنا غافل عن الحروف القاسية التي كانت تنقش في اللوح المحفوظ. كنت ألهو وأضحك وألعب بينما كانت الأقدار تجد وتعبس وتتربص. وفجأة وضعت يدي على مفتاح السر الرهيب في الوقت المناسب، فقد سمعت كلمة واحدة علقت بذهني وأنا ألعب، وما زلت أتأملها حتى فهمتها.

ولكن هذه الكلمة العابرة، سوف تظل تتردد في نفسي ما دمت على قيد الحياة، هذه الكلمة كانت أبلغ من كل شيء. وتلفت يمينا وشمالا وعيناي زائغتان مرعبتان، ثم انسللت نحو الباب وفكري شارد يستكنه أسرار الكلمة المروعة، ثم خيل إلي وأنا أخرج إلى عرض الشارع أن انهيارا هائلا قد دمدم فجأة في أعماقي،

وأخذني صوت مرعب من جميع أقطاري، فرفعت يدي المرتعشتين أسد بهما أذني لأحول بينهما وبين الصوت البشع المدوي، ثم انطلقت أصرخ وأعدو وأبكي كما لو كنت قد أصبت بجنون عامر.

وكان المارة ينظرون إلي في استغراب، ولكنني لم أكن أدرك لأحد منهم وجودا، وكان بعضهم يحاول اعترض سبيلي فأتملص منه وأعدو في جنون، ورفعت يدي أضرب الباب بشدة، ولما فتح وقفت في مكاني كما لو كنت قد تحولت إلى صخر.

وترددت قليلا قبل أن أقتحم الباب، ثم فجأة فتحته بشدة وأنا أصرخ، واندفعت نحو الزاوية التي كانت توجد بها، فأبصرت على الأرض العارية شيئا مستطيلا قد لف في كفن أبيض، والغرفة خالية من كل آثار أختي. نعم فإن أختي الوديعة الرحيمة ملقاة هكذا على الأرض العارية ودون وسادة...

ألقيت بنفسي إلى الأرض، وأنا لا أكاد أصدق ما أرى، ومددت بيدي إلى الشيء الملقى على الأرض أفك رباطه من ناحية الرأس. يا للكارثة! إن أختي بين ذراعي جثة هامدة لا حراك بها ... ولم يبق من الشعلة الوهاجة سوى ذبالة استحالت الوقدة إلى رماد ..

وضممتها إلى صدري فخيل إلي أنها رخام، وسرت في جسمي قشعريرة وأنا أعانق الموت وألثمه وأبلله بدموعي.
نعم ما زال صوتها في أذني وهي تقول بنبرتها العليلة:{ احتفظ لي بواحدة، احتفظ لي بها لكي ألعب بها بعد الشفاء}.

وقد احتفظت بها ولا زلت، ولن أزال ما نبض بالحياة قلبي، سوف أظل محتفظا لها مدى الحياة بشيء أسمى وأجل من لعبة، ولعلها كانت تقصد شيئا أسمى وأجل منها: الذكرى التي تسكن في الأعماق.   
عبد المجيد بن جلون  "في الطفولة"
ص ص: 129-134  بتصرف

النص الوظيفي - أختي - للسنة الثانية اعدادي.


تأطير النص :

1-صاحب النص: عبد المجيد بنجلون أديب  مغربي ولد بمدينة الدار البيضاء، عام (1919م)، وتوفي سنة (1981م) ومن مؤلفاته :"وادي الدماء".

2-نوعية النص: قصة قصيرة، أونص سردي.

3-مجال النص: مجال الاجتماعي والاقتصادي.

4-مصدر النص:  رواية "في الطفولة".

ملاحظة النص:

1-قراءة في العنوان: يتكون العنوان من كلمة واحدة معرفة، مرتبطة بياء المتكلم، تشير إلى متكلم يتحدث عن أنثى يربطه معها علاقة أخوة.

2-قراءة في الصورة: صورة فوتوغرافية، لطفل صغير يمسك بيد طفلة صغيرة تسبقه، يسيران في الطريق، ويفصل بينهما حائط حجري .

3- بداية النص: توحي بداية النص إلى لعب الأخ طول يوم من أيام عاشوراء دون تذكر أخته.

4- نهاية النص: تركز نهاية النص على احتفاظ الأخ لأخته بذكراها التي هي أسمى من اللعب.

؟الفرضية: نفترض من المؤشرات السابقة أن النص سيتحدث عن أخ يحكي قصة أخته، وتذكره لها.


تحضير نص أختي - مقرر مرشدي في اللغة العربية - الثانية اعدادي.


الفهم

 1- الإيضاح اللغوي:

  • عاشوراء: اليوم العاشر من محرم.
  • يحف: يحيط، يجتمع.
  • أمثل: أقف أمامها.
  • خابيتان: منطفئتان.
  • منطفئتان: ذهب بريقهما.
  • الذاويتين: اليابستين، الذابلتين.
  • واهية: ضعيفة.
  • هزيلة: نحيفة، وضعيفة.
  • لوم : توبيخ.
  • تهادينا: تبادلنا الهدايا.
  • راعني: أفزعني، أخافني.
  • أستوعب: شمل، أخذ، جمع.
  • عتيد: صلب شديد.
  • اللوح المحفوظ: الأقدار.
  • تجد: تشتد.
  • تعبس: تعكر المزاج.
  • تتربص: تترقب، وتترصد.
  • أتأملها: أفكر فيها.
  • زائغتان: مائلتان، تائهتان.
  • شارد: ذاهل، ساه، مستغرق في التفكير.
  • يستكنه: تطلب إدراك الحقيقة.
  • دمدم: أحدث صوتا صاخبا.
  • لأحول: أفصل، لأقطع.
  • المدوي: الصاخب، والمفزع.
  • فأتملص: أتخلص.
  • الوديعة: الأمانة.
  • ذبالة: تشعل للإضاءة.
  • استحالت الوقدة إلى رماد: تحولت النار الملتهبة إلى رماد
  • قشعريرة: رعشة، رعدة.
  • ألثمه: أقبله.

2- الحدث العامة: 

- وصف معاناة أخت السارد المريضة، وذكره لما خلفه موتها في نفسه من حزن عميق، واحتفاظه بذكراها مدى الحياة.


3-الأحداث الفرعية:

-الفقرة الأولى: من بداية النص إلى دائما مشاعة بيننا.
1) ذكر معاناة أخت السارد، والأعراض التي ظهرت عليها وهي طريحة الفراش، وأملها في الشفاء واللعب معه.

-الفقرة الثانية: من فما راعني ذات يوم إلى تحولت إلى صخر.
2) إبعاد السارد عن أخته المريضة بارساله إلى بيت جدته، واكتشافه لسر وفاتها صدفة، وانهياره الشديد إثر ذلك.

-الفقرة الثالثة: من وترددت قليلا إلى آخر النص.
3) وفاة أخت السارد، ووصف ما خلفته في نفسه من صدمة كبيرة، واحتفاظه بذكراها مدى الحياة.

تتمة تحضير نص أختي - الثانية اعدادي - اللغة العربية.


التحليل

1- الخطاطة السردية: 


-وضعية البداية: دخول السارد إلى غرفة الأخت.
-العقدة: حالة الأخت المريضة الخائة القوى، وتوبيخها له، لعدم ترك الألعاب لها.
-وضعية الوسط: إبعاد السارد عن أخته بإرساله إلى منزل جدته.
-الحل: إدراك السارد موت أخته المريضة، وصدمته من مشهدها على الأرض.
-وضعية النهاية: وعد السارد أخته بالاحتفاظ لها بذكراها، التي هي أهم من الألعاب.

2- الشخصيات:

  • السارد: طفل، مخلص، فرح باللعب، مصدوم من موت أخته.
  • الأخت:  مريضة، لا تقوى على اللعب، ماتت جراء المرض.
  • الأب:  له طفلان، مسؤول، يراعي سن ولده.


2- الزمان:
  • في يوم من أيام عاشوراء.
  • طول النهار.
  • ذات يوم.
  • فجأة.
3- المكان:
  • المنزل.
  • الغرفة.
  • منزل الجدة.
  • الشارع.
  • الزاوية.

4-عناصر الحكي:

  1. السرد: في يوم من الأيام، عدت إلى المنزل، ومرت الأيام، ضممتها، أقتحم الباب.
  2. الوصف: عينان خابيتان، وجه أصفر شاحب، أخ عاق، السر الرهيب، يدي المرتعشتين.
  3. الحوار: قائلا: إنه سوف يرسلني، ألا تقدم لأختك بعضا من هذه اللعب.


5-وضعية السارد:


- السارد مشارك في أحداث القصة فهو يحكي بضمير المتكلم( عدت، أجبتها، راعني، ضممتها، احتفظت).

     

    التركيب:


    يصور الأديب عبد المجيد بن جلون في قصته "أختي" المأخوذة من رواية "في الطفولة"، قضية الأخوة ومشاركة المعاناة بين الأخ وأخته، رغم صغر سنه، إلا أنه تأثر تأثرا شديدا بوفاة أخته، واحتفاظه لها بذكراها.

    وقد زاوج السارد في نصه ما بين السرد والوصف والحوار، مما أعطى للنص تنوعا وجمالية، جعلته غنيا بالأحداث والأوصاف، إضافة إلى تسلسل الأحداث وترابطها.

    واعتماد عدد قليل ومحدد من الشخصيات وعناصر الزمان والمكان، مما جعل النص مركزا، وواضح المعالم. 


    يمكنك الاطلاع أيضا على الدرس الموالي: تحضير نص الطريق.


    إرسال تعليق

    أحدث أقدم

    نموذج الاتصال