تقديم:
تحضير نص عودة القطعان ‖ الأولى اعدادي ‖ اللغة العربية.
عــودة القطعـــان
عاد قدور من عمله في الحقل وقد بدأت الشمس تميل إلى الغروب، فهو على موعد في الحظيرات التي تتوسطها خيمته؛ مع قطعان النعاج والخراف والأبقار التي تعود من المرعى؛ بعد أن تقضي يومها الشاتي أو القائظ في رعاية أطفال وطفلات وشباب وهبوا حياتهم للرعي؛
واستمرؤوا عيشهم البائس مع خرافهم وأبقارهم وكلابهم، وقد اتخذوا منها زملاء أو أصدقاء يرعونها ويحنون عليها، ويقاسمونها الحر اللافح والبرد القارس والمطر المنهمر والشمس الساطعة والجذب المقفر والكلأ الطافح.
قدور يحرص على أن يكون في الحظيرة ساعة رواح الماشية، رغم أنه كان يطمئن إلى فاطنة ويقدر كفاءتها لاستقبال الأبقار والشياه وإعداد الحظائر، والاهتمام بحلب ما يحلب منها، ولكنه يفضل أن يكون هناك؛ وفي أيام الربيع على الأخص، ليستقبل وليدا جديدا أو ليطمئن على أنها عادت سليمة من رحلتها اليومية، وليتلقى {تقارير} الرعاة عن أحداث اليوم:
أحداث بسيطة تافهة في كثير من الأحيان، ولكنها كل حياة الرعاة وبعض حياة الفلاحين.
وطرق قدور باب الخيمة ليجد فاطنة تجلس جلستها التقليدية، وقد احتضنت بين فخديها قصعة تفتل فيها الكسكس لعشاء الضيوف من عائلة الحاج محمد صاحب الأرض.
كانت تمارس الفتل في إجهاد وسرعة وإتقان، فهي تعرف قيمة الكسكس الطري حينما تقدمه كعشاء للعائلة الضيفة، فهذه الوجبة أحد أطاييب الأكل عند الحضري حينما يأكلها من صنع البدوي وطهيها.
وجلس قدور يستعرض ذكريات اليوم مع فاطنة في انتظار عودة القطعان، ولم يكن لهما من حديث جديد غير حياة العائلة الضيفة في المنزل والحقل، في جولتها بين الحقول ورحلتها الممتعة إلى العين، وركوب السيدات على الحمير والبغال، وإعجاب الأولاد بالدجاج والخراف، ورغبة النساء في جرعات اللبن الحامض والفطائر المدهونة بالزبدة الطرية.
وكان للبدو في حياة العائلة الفاسية كثير من التسلية، وكثير من الغرابة التي تثير الاستغراب كما تثير الضحك والاستهزاء في كثير من الأحيان. ووجود هذه العائلة الآتية من فاس في الضيعة كان يغير من حياة البدو الرتيبة ويدخل عليها جدة وطرافة، وكان قدور وفاطنة يجدان فيها موضوعا للحديث الطريف يخرجهما من رتابة الحديث عن الحقول والأبقار والسوق.
عبد الكريم غلاب "دفنا الماضي" بتصرف
النص الوظيفي - عودة القطعان - للسنة الاولى اعدادي.
تأطير النص :
1-صاحب النص: عبد الكريم غلاب أديب مغربي ولد عام (1920) وتوفي سنة
(2017) ومن مؤلفاته :"رواية دفنا الماضي".
2-نوعية النص: قصة قصيرة، أونص سردي.
3-مجال النص: مجال الاجتماعي والاقتصادي.
4-مصدر النص: رواية دفنا الماضي- المكتب التجاري للطبع والنشر والتوزيع ببيروت- 1966م.
ملاحظة النص:
1-قراءة في العنوان: يتكون العنوان من جملة اسمية تدل على رجوع الأغنام والأبقار إلى الزريبة.
2-قراءة في الصورة: صورتان فوتوغرافيتان لقطيع غنم في الزريبة، تحت حر الشمس، وامرأة بدوية تحلب بقرة.
3- بداية النص: تشير بداية النص إلى عودة قدور إلى الحقل مساء، وانتظاره قطعان الغنم والأبقار في الحظيرة.
4- نهاية النص: توحي نهاية النص إلى انشغال قدور وفاطنة بالحديث عن طرائف العائلة الشيفة عندهما.
؟الفرضية: نفترض من المؤشرات السابقة أن النص سيتحدث عن حياة البدوي في رعاية الأغنام والأبقار، وحفاوة استقبال ناس البادية وكرمهم.
تحضير نص عودة القطعان ┃ مقرر المفيد في اللغة العربية ┃ الأولى اعدادي.
الفهم
1- الإيضاح اللغوي:
- الحظيرات: أو الزريبة موضع يحاط عليه لتأوي إليه الماشية يقيها البرد والريح.
- الشاتي: يوم ممطر.
- القائظ: يوم شديد الحر.
- استمرؤوا: قبلوا به، ووجدوه مقبولا.
- البائس: حياة يرثى لها، غير محظوظ.
- اللافح: محرق من شدة الحر.
- المنهمر: متساقط بغزارة.
- الجذب: الأرض قل ماؤها.
- المقفر: أرض خالية من العشب والناس.
- الكلأ: العشب الرطب واليابس.
- الطافح: اليابس والجاف.
- رواح: اسم للوقت من زوال الشمس إلى الليل.
- الشياه: جمع شاة وهو واحد الغنم من الذكر أو الأنثى.
- تفتل: تلوي، ويبرم.
- أطاييب: الأكل اللذيذ.
- الرتيبة: المملة.
- طرافة: حلاوة الحديث.
2- الحدث العامة:
- وصف السارد حياة قدور البدوي وعماله في التعامل مع
الماشية وإعجاب أهل المدينة بالحياة البدوية.
3-الأحداث الفرعية:
-الفقرة الأولى: من بداية النص إلى الكلأ الطافح.
1) عودة قدور من عمله في الحقل لاستقبال الماشية، ووصف حياة الرعاة مع ماشيتهم، وتقلب الفصول عليهم.
-الفقرة الثانية: من قدور يحرص إلى حياة الفلاحين.
2) حرص قدور الشديد على الاهتمام بالماشية، رغم ثقته بقدرات فاطنة في ذلك، وتحاوره مع عماله.
-الفقرة الثالثة: من وطرق قدور إلى آخر النص.
3) تحضير فاطنة الكسكس المفتول لعائلة الحاج محمد الفاسية
وحديثهما عن إعجاب العائلة الفاسية بحياة البادية.
تتمة تحضير نص عودة القطعان │ الأولى اعدادي│اللغة العربية.
التحليل
1- الخطاطة السردية:
-وضعية البداية: عودة قدور من الحقل لاستقبال الماشية.
-وضعية الوسط: حرص قدور على استقبال الماشية رغم ثقته بفاطنة، وتحضير فاطنة العشاء للضيوف.
-وضعية النهاية: تبادل قدور الحديث مع فاطنة حول طرائف العائلة الضيفة.
2- الشخصيات:
- قدور: رجل بدوي، يعمل في الحقل، حريص على الماشية، يتجاذب أطراف الحديث مع فاطنة.
- فاطنة: امرأة بدوية، تجيد حلب الأبقار، تجلس جلسة تقليدية، تفتل الكسكس ببراعة.
- العائلة الضيفة: عائلة الحاج محمد، صاحب الأرض، يحبون جو الضيعة، وأكل البادية، وركوب البغال والحمير.
2- الزمان:
- بدأت الشمس تميل إلى الغروب.
- ساعة رواح الماشية.
- في أيام الربيع.
- اليوم.
3- المكان:
- الحظيرات.
- المرعى.
- الخيمة.
- الحقل.
- العين.
- الضيعة.
4-عناصر الحكي:
- السرد: عاد قدور، قدور يحرص، طرق قدور، تفتل فيها الكسكس، جلس..، يدخل عليها.
- الوصف: تمارس الفتل في إجهاد وسرعة وإتقان، الكسكس الطري، اللبن الحامض،تتوسطها خيمته، عيشهم البائس.
5-وضعية السارد:
- السارد غير مشارك في أحداث القصة فهو يحكي بضمير الغائب( عاد، اتخذوا، يتلقى، يقدر، يرعونها).
التركيب:
لقد صور الأديب المغربي عبد الكريم غلاب في قصته عودة القطعان، جانبا من حياة البادية، وتمازج أهل المدينة مع أجواء البادية، من خلال قدور وفاطنة، وعائلة الحاج محمد الفاسية.
فالكاتب حاول وصف المفارقات التي تحصل حينما تزور عائلة من المدينة البادية، وما يحصل من طرائف وغرائب، واستمتاع الناس بالماشية، والهواء النقي، المناظر الطبيعية، وما يخلفه من تعجب لدى أهل البادية.
يمكنك الاطلاع أيضا على الدرس الموالي: تحضير نص في معمل السردين