تلخيص رواية اللص والكلاب
1- صاحب الرواية:
نجيب محفوظ أديب مصري ولد عام 1912م وتوفي سنة 2006م. أمضى طفولته في حي شعبي تحدث عنه في كثير من رواياته وقد عايش ثورة مصر عام 1952م وما خلفتها من تحولات اجتماعية وسياسية أثرت على الشعب المصري ومن أشهر مؤلفاته نذكر"أولاد حارتنا، بداية ونهاية".
2- تحليل عنوان الرواية:
يتألف العنوان من كلمتين معرفتين تشكل جملة اسمية يتوسطها حرف عطف يربط بينها دلاليا وتركيبيا، تشير اللفظة الأولى إلى شخص خارج عن القانون والذي يستولي على ممتلكات غيره.
بينما الكلمة الثانية تشير إلى حيوان أليف يشتهر بالوفاء والإخلاص، فاللص هو بطل الرواية لكن بصفات الوفاء والإخلاص لثوابت الثورة، أما الكلاب فتمثل شخصيات إنسانية تتصف بالغدر والخيانة والانتهازية في وقنتا الحاضر.
3- تحليل غلاف الرواية:
هو لوحة فنية تشير إلى مجموعة من الدلالات والرموز، فاليدين المسيطرتين على مساحة كبيرة من اللوحة تحمل مسدسا بيد وتطلق اليد الأخرى تجاه امرأة تحاول الاختباء خلف الأبنية تحمل في يدها هدية، وتلبس لباسا قصيرا، وتضع المجوهرات.
ويبدو عليها إمارات الغدر والخيانة، وفي الجانب الاخر نجد كلبين يلهثان، وهناك طريق سوداء في الوسط تبين نوع الطريق الذي سيسلكه البطل في الرواية.
4- دواعي تأليف الرواية :
هي رواية مستوحاة من قصة حقيقية واقعية بطلها محمود أمين سليمان، الذي شغل الرأي العام سنة 1961، حيث تم غدره من قبل زوجه ومحاميه وخاناه وحرماه من ابنته، فقرر الانتقام منهما وليصل إلى هدفه خلف جرائم عدة في صفوف الشرطة وبعض الأشخاص الأبرياء، إلا أن الناس تعاطفت معه.
5- بنية المؤلف :
تتشكل الرواية من ثمانية عشر فصلا متساوية تقريبا من ناحية الطول وخالية من العناوين، تتخلل هذه الفصول صور مرسومة تجسد مواقف الشخصيات في كل فصل وتعطي فكرة أولية حول الموضوع الرئيس في ذلك الفصل.
التلخيص الشامل لرواية اللص والكلاب من القراءة التوجيهية إلى القراء التحليلية |
2- (القراءة التحليلية)
1- (المتن الحكائي لرواية اللص والكلاب)
2- (القوى الفاعلة في رواية اللص والكلاب)
2- القوى الفاعلة:
- تنقسم القوى الفاعلة في الرواية إلى (آدمية وغير آدمية)
+ سعيد مهران: يمثل شخصية شاب مصري مثقف، ينتمي لأسرة فقيرة، يؤمن بفكرة الثورة والنضال ضد الطبقة البورجوازية المستبدة، استحوذة عليه فكرة الانتقام فأدخلته في غربة وضياع.
← شخصيات مناصرة للبطل:
+ الشيخ علي الجنيدي: عابد زاهد ترك الدنيا وأقبل على الآخرة، يقطن في مكان يستقبل فيه المريدين ويقيم حلقات الذكر والصلاة فيه، كان صديقا لأب البطل.
+ نور: امرأة تمثل دور البغي وتقتات منه، متوسطة الجمال، أحبت البطل حبا شديدا مما جعلها تساعده من حيث توفير المسكن والنقود والسيارة والزي العسكري.
+ المعلم طرزان : صاحب مقهى رجل شجاع، وصديق البطل ساعده في تحقيق انتقامه بتوفير المسدس له وبتنبيهه لوجود المخبرين.
← شخصيات معادية للبطل:
- نبوية: امرأة كانت زوج البطل وأم ابنته فخانته بزواجها من عدوه الأول، كانت خادمة قبل زواجها الأول.
- عليش: رجل كان من أتباع البطل، وكان لا يعصي له أمر، لكنه وشى به عند الشرطة وأطلعهم على مكانه، فاستحوذ على ثروته وزوجه وكل ممتلكاته بعد دخوله السجن.
- رؤوف علوان: كان قدوة البطل وصديقه الذي زرع فيه مبادئ النضال والثورة ضد الطبقة الغنية، إلا أنه غير مبادئه مقابل المال.
← الشخصية الاستثنائية:
- سناء: بنت البطل تمثل رمز البراءة، لم تعرف والدها عند ما خرج من السجن، كانت تعيش مع أمها وعليش، وكان يحبها البطل حبا منقطع النظير.
← القوى غير الآدمية:
- المؤسسات:
- السجن: هو مكان أذكى جذوة الانتقام في صدر البطل وفيه تمت خيانته من قبل زوجه نبوية.
- الصحافة: قامت بتحريض وتحريك الرأي العام ضد البطل فانقسم الناس بين مؤيد ومعارض.
- الجامعة: كانت موطن نعمة بالنسبة لرؤوف علوان لكي يحقق أهدافه، في حين شكلت موطن نقمة بالنسبة للبطل.
-القيم والمشاعر:
من دون نسيان القيم والمشاعر التي لعبت دورا مهما في إذكاء أحداث الرواية، وتحريك أحداثها ومن بين هذه القيم والمشاعر نجد:
- الانتقام: يشكل هذا الشعور الذي كان مستوليا على نفسية البطل رحى الرواية فهو الذي حرك الأحداث من أولها إلى آخرها.
- الحب: لعب هذا الإحساس دورا مهما في الرواية فقد كان بمثابة الوقود لتحريك الأحداث ويتجلى في حب البطل لابنته وحب نور للبطل.
- القناعة والزهد: التي يمثلها الشيخ ولعبت دور المطفأة لنار الانتقام لكن هذا الأخير كان أقوى.
- الانحراف والخروج عن القانون: يمثله كل من نور والمعلم طرزان الذين أذكوا نار الانتقام.
- الانتهازية والوصولية والخيانة: يمثلها كل من رؤوف ونبوية وعليش.
- المرسل: الكره والحقد وغدر عليش.
- الموضوع: الانتقام من الخونة وتحقيق العدالة.
- المرسل إليه: سعيد مهران.
- المساعد: نور وطرزان.
- الذات: سعيد مهران.
- المعارض: الطيش وقتل الأبرياء والصحافة.
3- (البعد الاجتماعي لرواية اللص والكلاب)
- مقدمة:
يحاول نجيب محفوظ في روايته تصوير الواقع المصري المتردي ليظهر من خلاله البنية الاجتماعية العميقة التي ظهرت بعد الحركة المباركة كما أطلق عليها أو ثورة يوليو سنة 1952م، وميل هذه الأخير عن تحقيق أهدافها الأصلية المتمثلة في العدالة الاجتماعية.
← التفاوت الطبقي:
+ الطبقة الثرية: هي الفئة المالكة لرؤوس الأموال والمسيطرة على المناصب الحساسة من بينها المخابرات والشركات والصحافة.
+ الطبقة الهشة: تمثل الفئة المغلوب على أمرها الكادحة المسحوقة تحت وطأة الطبقة المتحكمة يجسد دورها سعيد مهران والجنيدي ونور...
← التراتبية الاجتماعية:
+ المؤسسات الرسمية: تتحكم فيها الفئة المسيطرة والطبقة الغنية التي تملك رؤوس الأموال من مخابرات وسجن وجرائد.
+المؤسسة الدينية: يجسدها الشيخ علي الجنيدي ومريدوه الذين لا يتدخلون لإصلاح المجتمع من أعطابه ومشاكله بل يلعبون دور المحايد وغير الفاعل في مجتمعه.
+ المؤسسة الخارجة عن القانون: يلعب دورها سعيد مهران وأتباعه الذين يعيشون على اللصوصية والتهريب والدعارة والمخدرات.
+ مؤسسة الدعارة: نور هي صاحبة هذا الدور المستغلة من قبل أغلب المؤسسات والتي تقتات من ممارسة الدعارة.
← صراع القيم:
+مبادئ متغيرة: يجسدها كل من رؤوف علوان الذي تنكر لمبادئ الثورة والنضال وعاد وصوليا انتهازيا إضافة إلى عليش ونبوية الذين انقلبوا على ولي نعمتهم وجحدوها.
+مبادئ راسخة: تتمثل في سعيد مهران الذي أثبت تشبثه بقيم النضال والاشتراكية حسب منظوره والشيخ علي الجنيدي الذي اعتصم بمقره وممارساته الدينية على طول أحداث الرواية .
-الخلاصة:
ما دام العمل الفني صورة إبداعية تعيد تشكيل المجتمع بنظرة فنية فإن رواية اللص والكلاب قد انتقدت بشكل دقيق الواقع الاجتماعي المصري المزري إبان ثورة 1952م وبروز العديد من الظواهر القبيحة كاللصوصية والدعارة والتهريب والخيانة والشطط في استعمال السلطة وعدم فعالية رجال الدين في تغيير المجتمع.